«أنت تكذب أيها الإعلامي ! «كانت تلك العبارة هي صرخة الربيع الغاضب في وجه الإعلامي وقد هز صداها أرجاء المحكمة...نظر الجميع في ذهول .. فهذه أول مرة يرون وجها آخر للربيع وجها لا يعرفه أحد وانطلقت الهمسات...صوت مطرقة القاضي أعاد الهدوء قليلاً ..أشار القاضي للإعلامي ليستأنف الحديث: « سيدي القاضي أنا لا أكذب ما مررنا ونمر به يبشر بربيع قادم حقاً..أليس التحرر من الاستبداد والظلم ربيعا؟ آن الأوان للشعوب العربية أن تزيح عن ظهرها جليد الخوف وأن تعيش الحرية التي تحلم بها..أليس الحرية ربيعا ؟ « وجه الربيع لا يكاد يفسر من الغضب: وليكن..! أنا أصر على أنها سرقة...فما يحدث لديكم ليس لاسمي علاقة به .قل لي بربك منذ متى كان القتل والفوضى والدماء ربيعاً ؟! ثم كيف لك وأنت إعلامي ملم بما حولك من الأحداث أن تضلل الناس من خلال برنامجك في طرح قضية بهذا المسمى المزيف والمسروق ؟ لا تقل لي أنك صدقت المهزلة؟! أمسك الإعلامي بقضبان القفص الخشبية فقد بلغ به التوتر قمته :عن أي مهزلة تتحدث أيها الربيع؟! ...هل أصبح الحصول على الحرية مهزلة في نظرك ؟! الربيع :أنا لم أقل أن الحرية مهزلة ..إنما قصدت أن الأحداث التي تجري من حولكم يا عزيزي هي ثورات ..ثورات فقط... هناك فرق كبير أيها الإعلامي بين الثورة والربيع لو فكرت قليلا ...فالربيع يأتي ضاحكاً أما الثورة فتأتي غاضبة !هل أدركت الفرق الشاسع الآن ؟هل عرفت لماذا أنت متهم بالسرقة ؟ القاضي للإعلامي :هل لديك ما تضيفه ؟ الإعلامي بعناد:أنا بريء من السرقة سيدي القاضي! السؤال ذاته للربيع ..رد عليه: نعم أطالب باستعادة هويتي المسروقة من الإعلامي المضلل والسارق القاضي : بناء على ما سمعنا من أقوال الطرفين واستناداً إلى الأدلة المقدمة وبعد الفحص والتدقيق ...قررنا ما يلي ...الحكم على المتهم بالتفاف أغصان الياسمين حول رقبته ..صرخ الإعلاميي من رؤية أغصان الياسمين تحيط به شيئاً فشيئاً. جرس الباب ..انتفض متحسساً رقبته... عقد الياسمين !..أهدته إياه خطيبته في السهرة...:الحمد لله كابوس إذن ! تذكر جرس الباب .... لم يجد أحداً لكنه وجد ورقة حملها وفتحها: ياإلهي استدعاء من أجل قضية الأسبوع الماضي ! هبة العبّادي- جدة