كشفت جولة ل»المدينة» أمس توقف أعمال مشاريع العديد من المواطنين بسبب عدم توافر كميات الأسمنت الكافية في منافذ البيع الرسمية, التي كانت خاوية من عمليات البيع والشراء, وعزا بعضهم سبب هذا العجز في الأسمنت إلى السوق السوداء التي أوجدها بعض الوافدين المخالفين للأنظمة, حيث إنهم يشترون الأسمنت قبل وصوله لنقاط البيع الرسمية بعد اتفاقهم مع سائقي التريلات بشراء كامل الكمية منهم وبيعها في وقت لاحق بطريقتهم الخاصة. ومن ناحية أخرى يؤكد أصحاب التريلات الناقلة للأسمنت من المصانع لمنافذ البيع أن سبب العجز يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة نسبة الطلب بشكل كبير في الآونة الأخيرة بسبب زيادة أعداد المشاريع الإعمارية في المنطقة, وذلك مقابل ثبات كمية العرض المتوفرة لدى المصانع المنتجة للأسمنت. يقول المواطن عبدالله البقمي: منذ ساعات وأنا في السوق انتظر وصول الأسمنت, وقد علمت من البعض أنه قد وصلت منذ الصباح فقط خمس تريلات محملة بالأسمنت لم تمكث واحدة منها لأكثر من ربع ساعة حتى تخرج من السوق بعد أن يتخاطف الناس الأسمنت من فوقها, ويبقى السوق لساعات طويلة خاويا من عمليات البيع والشراء لعدم توافر حتى كيس واحد من الأسمنت. وكشف البقمي: انه قد عرض علي بعض الأجانب الوافدين اكثر من مرة بتوفير كميات الأسمنت التي أريدها رغم عدم توافرها في السوق, وكنت أجاريهم في عروضهم حتى علمت منهم أن أصحاب التريلات لا يفضلون بيع ما لديهم من أسمنت في منافذ البيع الرسمية, وذلك لكي يتجنبوا الالتزام بالبيع بالسعر الذي قد حددته الحكومة وهو 14 ريالا, وأيضا لكي لا يواجهون أي ضغوط من المواطنين لتخفيض السعر كما هو محدد. وقد حصلت «المدينة» على تسجيل صوتي لمحادثة هاتفية بين البقمي وأحد الوافدين المخالفين يتفاوضون فيها على السعر والكمية المطلوبة. من ناحية أخرى صرح أكثر من مواطن أثناء تواجدهم في أحد منافذ بيع الأسمنت الرسمية, أنهم على أتم الاستعداد أن يدفعوا حتى 20 ريالا للكيس عوضا عن توقف مشاريعهم عن العمل, وانتظارهم للأسمنت في منفذ البيع منذ الصباح الباكر تحت الشمس وحتى انتهاء اليوم, ويقول المواطن مطلق الزاهد الذي لا يختلف حاله عن حال البقية, أن لديه أربع عمائر في طور البناء وان الأعمال فيها قد توقفت تماما منذ يومين, بسبب عدم وجود الكميات الكافية من الأسمنت في السوق. بينما يزعم أغلب أصحاب التريلات التي تصل إلى السوق في أوقات متأخرة أن سبب تأخرهم هو عدم توفير الكميات المطلوبة من المصانع في الوقت المناسب, بالإضافة إلى أن الطاقة الإنتاجية في المصانع لا تتوافق مع نسبة الطلب على الأسمنت في الآونة الأخيرة بسبب زيادة أعداد المشاريع الإعمارية في المنطقة بشكل عام. الجدير بالذكر أن مصدرا مسؤولا بإحدى شركات الأسمنت أكد في وقت سابق أن سيارات النقل تتكدس أمام أبواب المصنع طوال اليوم, مشيرًا إلى أن نسبة الطلب على الأسمنت كبيرة جدًا مقابل كمية العرض المتوافرة لديهم.