كان مصور وكالة الصحافة الفرنسية جوزيف عيد شاهداً مباشراً على الحادثة التي جرت يوم الاربعاء في مدينة حمص السورية، حيث شن مجهول هجوما ضد مجموعة من الصحافيين الاجانب، ولذلك فقد كان بامكانه ان يصف لوكالته حيثيات وفاة المراسل الفرنسي المعروف جيل جاكييه، التي اثارت على الفور ردود فعل ناقدة في فرنسا والعالم. «وصلنا الى حمص مع الممثلين الحكوميين، اصر جميع الصحافيين على الذهاب الى الشارع مباشرة، لذلك اخذنا مندوبون حكوميون الى حي في حمص يسكن فيه مناصرو الرئيس السوري بشار الاسد»، كما يقول جوزيف عيد. ويكمل «فجأة سقطت قنبلة على احد المباني المواجهة، تماماً في اللحظة التي كنا نتحاور فيها مع مناصري الرئيس، هربنا جميعنا لنختبئ في اقرب منزل». ويضيف عيد متذكراً ما حصل في تلك اللحظات الحاسمة «وصلنا حتى سطح المبنى، في هذه اللحظة سقطت قنبلة اخرى على المبنى الذي سقطت عليه القنبلة الاولى، مما ادى لانهياره تماماً، الآخرون هربوا الى الطوابق السفلى ليتحققوا مما جرى، وهؤلاء الذين تمكنوا من الخروج الى الشارع أصيبوا بشكل مباشر». «امام المبنى تمدد القتلى والجرحى من الصحافيين والمتظاهرين من انصار النظام، وعندما ذهبت انا الى الطوابق السفلى رأيت جيل وسط بحيرة من الدماء، على الفور وصلت سيارة اسعاف ثم سادت حالة من الفوضى التامة كان خلالها المسعفون ينقلون الجرحى كل خمس دقائق». لقد اصبح المراسل الفرنسي البارز لقناة «فرانس 2» جيل جاكييه، الذي غطى حروب العراق وفلسطين وكوسوفو وافغانستان والجزائر وهايتي اول صحافي غربي يقتل في سوريا منذ اندلاع التوتر في شهر مارس الماضي ضد الحكومة السورية. فيد بانه جرح خلال الحادث الاخير حوالي خمسة وعشرون شخصا، بينهم المصور الهولندي ستيف فاسينار، كما قُتل خمسة سوريين. ووفق التلفزيون الرسمي السوري، فان مجموعة ارهابية تقف وراء الحادث، حيث قامت حسب تعبير التلفزيون باطلاق النار بشكل متعمد.