أعرب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عقب اجتماع مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير مصر حاليًا عن تشككه في أن يسلم المجلس السلطة كاملة لحكومة مدنية، وفقا لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس. يأتي ذلك، فيما زار محامي الرئيس المصري السابق حسني مبارك أمس، علاء وجمال مبارك في محبسيهما بليمان طره، مشيرًا إلى امتلاكه أدلة تؤكد براءة مبارك من التهم المنسوبة إليه. وكشف مصدر أمني ل «المدينة» أن المحامي الديب سيلتقي مبارك غدًا السبت أو الأحد، بغرض الوقوف على تطورات القضية، خاصة بعد مرافعة دفاع المطالبين بالحق المدني الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كارتر (87 عامًا) زار القاهرة بصحبة مجموعة من مركز كارتر الذي يرأسه والمعني بحقوق الإنسان للمساعدة في مراقبة نهاية المرحلة الثالثة من أول انتخابات برلمانية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي. ونقلت الصحيفة عن كارتر قوله لها «أعتقد أن السيطرة المدنية الكاملة تنطوي على قليل من المبالغة» وذلك في إطار حديثه عن لقائه بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى. وأضاف «لا أظن أن المجلس الأعلى سيسلم المسؤولية بالكامل للحكومة المدنية. ستكون هناك بعض الامتيازات للجيش الذي سيتمتع بالحماية على الأرجح». وفيما ، قال كارتر إن الانتخابات حرة ونزيهة فيما يبدو، فإن القضية الأكثر إلحاحا هي مقدار السلطة التي سيتخلى عنها المجلس العسكري للبرلمان المنتخب حديثًا او الجمعية التأسيسية التي ينتظر أن يختارها. ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي الأسبق قوله إنه تحدث مع طنطاوي خلال اجتماعهما عن كيفية حل الخلافات المحتملة بين المجلس العسكري والهيئات المدنية المنتخبة فيما يتصل بصلاحيات الجيش وامتيازاته في المستقبل. وقال كارتر إنه خلال حواره مع أعضاء المجلس العسكري أكدوا أنه سيكون هناك «اتفاق متناغم» بين الجيش والمدنيين المنتخبين. ونقلت الصحيفة عن كارتر قوله «حين أقول 'لنفترض أن هناك اختلافًا شديدًا في الآراء كيف سيحل هذا؟' يثير هذا دائما نوعًا من الارتباك». وقالت الصحيفة إن كارتر وصف نفسه بأنه متفائل بأن تمثل نتيجة المفاوضات خطوة كبيرة نحو ديمقراطية مدنية. وأضاف «أعتقد أنه لا مفر من هذا ولا أظن أن احتفاظ الجيش بقدر من المكانة الخاصة سيوقع ضررا كبيرا.» إلى ذلك، زار المحامي المحامي فريد الديب، نجلي الرئيس المصري السابق علاء وجمال مبارك في محبسيهما بليمان طره، لبحث الترتيبات جلسة المرافعة الثلاثاء المقبل، واستمرت الزيارة ساعة تناولوا فيها بعض المسائل القانونية في قضايا قتل المتظاهرين أو المال العام. ونفى مصدر أمني مصري ل»المدينة» أن تكون زوجتا علاء وجمال أو والدتهما سوزان ثابت كانوا موجودين في زيارة الأمس، موضحًا أن الزيارة اقتصرت على الديب فقط، وأن اللقاء بين الأطراف الثلاثة تم في المكان المخصص للزيارة بعد حصول الديب على إذن مسبق من النيابة العامة. وتوقع المصدر أن يلتقي مبارك غدًا السبت أو الأحد بغرض الوقوف على آخر تطورات القضية،خاصة بعد مرافعة دفاع المطالبين بالحق المدني الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وأكد الديب امتلاكه أدلة تؤكد براءة مبارك من التهم المنسوبة إليه، وهي الاشتراك في قتل المتظاهرين،والحصول على عطية من الشركة التي يمثلها رجل الأعمال الهارب في أسبانيا حسين سالم (ممثلة في شاليهات بشرم الشيخ) والاشتراك مع وزير البترول الأسبق والمحبوس حاليًا سامح فهمي في تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار زهيدة. وقال محامى يعمل في مكتب الديب -طلب عدم ذكر اسمه- ل»المدينة» إن محامى مبارك يعكف في مكتبه أكثر من 13 ساعة للاستعداد للمرافعة، موضحًا أنه سيركز في أول يوم مرافعة على قضية قتل المتظاهرين، وأنه سيستشهد بأقوال وزير الداخلية السابق المتهم الخامس حبيب العادلى للنيابة العامة. وأضاف أن الديب لديه الكثير من المستندات والأوراق سيكشفها خلال مرافعته التي ستستمر أربعة أيام، وانه تنازل عن سماع شهادة أكثر من 1600 شخص منهم قيادات بوزارة الداخلية لكونه لديه أدلة إثبات أخرى. من جهة أخرى، أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليم بيرنز الذي يزور مصر حاليًا في مباحثاته مع رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري أمس أن اللقاء كان مثمرًا، وأكد أن بلاده تتمسك بالشراكة مع مصر خلال هذه الفترة الصعبة، مشيرًا إلى أن بلاده ملتزمة بمساعدة مصر وتقديم الدعم لها في مرحلة التحول الديمقراطي التي تمر بها ومرحلة التعافي الاقتصادي، وأن ذلك سيتم من خلال برنامج المعونات والمساعدات الأمريكية لمصر.