طوال الفترة الماضية ، والماضية تبدأ تحديداً من منتصف شهر رمضان إلى هذه اللحظة وهي فترة تواجدي في مواقع التواصل الاجتماعي وحراكنا في صدام و عِراك بينه وبين نفسه! - لا تكاد تهدأ معركة إلا وتبدأ معركةٌ أخرى غالباً تكون شرارة البدء تافهة ولكن النتائج والخسائر ليست كذلك ، حتّى لو لم تكن من خسارةٍ لنا إلاّ توقّفنا لأيّام وأسابيع عند ما يُفتَرَض أن يكون مطبّاً نتجاوزه بمجرّد تهدئة ! المؤسف بالأمر وهذه يمكن إضافتها ل ( خصوصيتنا السعوديّة ) أنّ أغلب تلك المعارك والصدامات بدأت في مواقع التواصل الاجتماعي المواقع التي أنشِئت لكي تقرّب النّاس لبعضهم البعض وذلك من خلال الاتصال المباشر بين المتحدث والسامع / الكاتب والقارئ / النجم وجمهوره لتخلق جوّاً من الألفة والمصداقيّة في التعامل ونقل الاخبار وتبادل الأفكار وتلاقحها وإيضاح ما يتطلّب الإيضاح في حينه بعيداً عن سوء الفهم ، ولكن هذا الكلام ليس عندنا فمجتمعنا له خصوصيّته كما نعرف وما ينطبق ويتحقق عند المجتمعات الأخرى يبطل مفعوله لدينا فما يُقرّب هناك يُبَعّد هنا ، وما يخلق أجواءً من المصداقيّة والشفافية يخلق أجواءً غائمة لدينا ؛ في خضمّ هذه الصراعات بين أقصى اليمين وأقصى الشمال مروراً باللا.. منتمين لأحد.. عدا هوايتهم في إشعال كلّ نارٍ تخمد ليرقصوا حولها كالهنود ( الحُمر ) وجدت أنّ اللغة واحدة وزاوية الرؤية واحدة وشخصنة الأشياء واحدة وإساءة الظّنّ تكاد تكون واحدة ؛ فالمنادون بالرأي والرأي الآخر لا يقبلون الرأي الآخر ومخالفوهم يتعاملون معهم بالمثل، وكلاهما يقعان في نفس الورطة - خطأ الفرد يُرمى على التيّار بأكمله ولا أدلّ من أزمة ( ملتقى المثقفين) ذلك اللقاء الذي شوّه الوسط الثقافي بتغريدةٍ واحدة لا تتجاوز المائة وأربعين حرفاً ؛ حتّى أنّها دُمِجت الخطب على بعض المنابر للتحذير من المثقفين وما يحدث في لقاءاتهم من مجونٍ وخزيٍ وعار و و و إلخ ؛ لا أحد توقّف عند من الذي كان هناك ؟! وماذا حدث تحديداً ؟! وماهو الخزي والعار ؟! ولمصلحة من يتمّ نشر صور ملتقى الدوحة على أنّها في ملتقى الرياض ؟! - نفس الورطة تكررت في أزمة قرار تأنيث بيع الملابس الداخليّة من حاولوا عرقلة هذا القرار " عدد بسيط جدّاً " هذا إن استثنينا الكائنات المبرمجة والتي لا تستخدم رؤوسها إلاّ لارتداء الطاقية والشماغ فقط ؛ ولكن التيّار الآخر كالعادة ضخّم المسألة وعمّمها أو كاد أن يعمّمها على التيّار المخالف له ، بالنسبة لي كان عندي قليلٌ من الأمل في أن يصلح الوضع إلى أن وقعت (معركة تويتر الاخيرة ) واحتراما للقارئ لن اقول حدثت على ماذا ! بعدها قررت وعن قناعة أن أنْزِل - فهلاّ توقفتم ؟!