حذر قائد الجيش الايراني الجنرال عطاء الله صالحي الولاياتالمتحدة من ارسال حاملة طائرات مجددا الى الخليج، على ما افادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية. وقال الجنرال صالحي «ننصح حاملة الطائرات الامريكية التي عبرت مضيق هرمز والموجودة في بحر عمان بعدم العودة الى الخليج الفارسي» مضيفا ان «جمهورية ايران الاسلامية لا تعتزم تكرار تحذيرها ولا تحذر سوى مرة واحدة». ويأتي هذا التحذير بعد يوم واحد من انتهاء مناورات ايرانية استمرت عشرة ايام عند مدخل الخليج وشملت تجارب اطلاق ثلاثة صواريخ مخصصة لاغراق القطع البحرية. وانتقدت الولاياتالمتحدة في الايام الاخيرة ما وصفته ب «تصرف ايران غير العقلاني» مؤكدة انها «لن تسمح بأي خلل في الملاحة البحرية في مضيق هرمز» التي تمر عبره حوالى 40% من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا. وأعلن مسؤولون عسكريون ايرانيون مرارا ان بوسع ايران اغلاق مضيق هرمز في حال فرض عقوبات جديدة على صادرات ايران النفطية، وهو تهديد لوحت به الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية منها فرنسا وبريطانيا والمانيا لحمل ايران على وقف نشاطاتها النووية المثيرة للجدل. فيما اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أمس ان ايران لا تملك صواريخ بعيدة المدى، وذلك في اول رد فعل روسي على اختبار ايران الاثنين ثلاثة صواريخ في اليوم الاخير من مناورات بحرية اجرتها في مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة لحركة تصدير النفط. وقال فاديم كوفال ان «ايران لا تملك التكنولوجيا الضرورية لانتاج صواريخ عابرة للقارات متوسطة او بعيدة المدى» مضيفا «انها لن تحصل على مثل هذه الصواريخ في وقت قريب». وتأتي هذه التهديدات الايرانية غداة اصدار الرئيس الامريكي باراك اوباما قانون تمويل للبنتاغون يشدد العقوبات على القطاع المالي الايراني ولا سيما البنك المركزي بهدف حمل هذا البلد على التخلي عن نشاطاته النووية المثيرة للجدل. ما أدى الى هبوط حاد في قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار أمس الثلاثاء عقب توقيع الرئيس الامريكي باراك اوباما على مسودة قانون لفرض عقوبات جديدة على البنك المركزي في البلاد. وفي حالة تنفيذ العقوبات الأمريكية بالكامل فإنها قد تعرقل قدرة إيران على بيع النفط في الأسواق العالمية. وتراوح سعر الصرف حول 17 ألفا و200 ريال مقابل الدولار وهو مستوى قياسي منخفض. وكان سعر الدولار في الشهر الماضي نحو 10 آلاف و500 ريال. وقالت بعض مكاتب الصرافة في طهران إنه لا توجد أي تعاملات في الوقت الحالي في انتظار إشعار آخر. وقال حميد بخشي بوسط طهران «يتغير السعر كل ثانية ... لا نستبدل أي ريالات بالدولار او أي عملة أخرى.» وفرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني يحكم العقوبات المفروضة على إيران ويزيد من صعوبة تحصيل إيران قيمة صادراتها ولاسيما النفط وهو مصدر حيوي للعملة الصعبة في ايران خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وفي باريس أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس لشبكة اي-تيلي الفرنسية ان ايران «تواصل تطوير سلاحها النووي».معتبرا أنه لاشك في هذا الأمر مشيرا الى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قدم اقتراحين يقضيان بتجميد ارصدة البنك المركزي الايراني «الذي سيكون تدبيرا قاسيا جدا»، وفرض حظر على صادرات النفط الايراني. وقال وزير الخارجية الفرنسي ان «الكونغرس الامريكي اجرى تصويتا في هذا الصدد، والرئيس اوباما صادق على القانون ونتمنى ان يتخذ الاوروبيون بحلول 30 يناير الجاري تدبيرا موازيا لتأكيد تصميمنا». وعلى خط موازٍ، يبحث الاتحاد الاوروبي في امكان فرض حظر على النفط الإيراني.