أصعب شيء على المرء أن يعيش في نكد داخل بيته .. وتزداد معاناته ان كانت امرأته من النوع « النكدي الثقيل « بمعنى أنها كامل الدسم إذ لن تجدي معها الحمضيات أو الفيتامينات لتسيير دهونها عن الانسداد المؤدي إلى زيادة جرعة طفشان الرجل من عيشته – أصدقكم القول لم أتجاوز هذه المرحلة « الله يستر ماتطيح هالنسخة في يدها»– فلقد وقع قريب لي في ورطة بعلته التي ازدادت شهيتها خلال الثلاث سنوات الأولى من زواجه وتجاوز وزنها المائة كيلو غرام .. وعبثاً حاول أن يمنعها من الشراهة في الأكل دون جدوى وهو يؤكد أن كل شي في حياته أصبح مائلاً بدءاً من سرير النوم إلى السيارة والأريكة التي تشاطره الجلوس عليها !! مما اضطره إلى تحويل سكناه لمنتجع رياضي على حد قوله مارست فيه كافة الرياضات .. ولجأ اخيراً إلى مطوع القرية الذي نصحه بعلاج ناجع . -لست مسؤولا عن فحواه ..و مفاده كالتالي :- 1-التنغيص على عيشتها . 2-التحايل عليها بالنزهة وتركها تعود إلى البيت مشياً . 3-التهديد بالثانية – لا اعتقد أن احداً يفعلها ويسلم . 4-منعها من زيارات الضحى . 5-التلويح بورقة الطلاق ..وهذه فعلتها فرمت بالأولاد في وجهي ولم تعد الّا بعد حب خشوم أهلها فرداً فرداً .. ومع كل ذلك فلقد فشل في جميع تجاربه مما حدا به إلى الرضوخ والاستسلام للأمر الواقع .. وتحويل نكده إلى حقيقة اعتاد عليها بل وأحالها إلى عمله .. وبدت عليه علامات التذمر من المراجعين والمماطلة في إنهاء إجراء المعاملات.. والأخيرة أضحت سمة يعرفها كل مراجع للإدارات الحكومية التي تعيش على هذا النمط - لست أدري إن كان جميع موظفي الدولة يعانون من نكد زوجاتهم - وأصبحت مزاجية البعض منهم كتعامل بنوكنا المحلية في مص دمائنا قطرة قطرة مما يحتم على المواطن التأكد قبل تقديم معاملته معرفة « روقان « الموظف من عدمه وعليه ان يهرب قبل ان « يفش غله « في أوراقه ليدوخ عبر أروقة الروتين والضياع .. وببساطة على الرجل ان يفتش عن بداية كل معاناة تخرم رأسه لأنه بالتأكيد سيجدها نسجت اطراف خيوطها من أروقة بيته .. وكما ان وراء كل حادث سير ليموزين .. فكذلك وراء كل مصيبة امرأة وأنا مسؤول عما أقول! رغم اني سأنام الليلة في الشارع بعد نشر هذه المصيبة التي يدعونها مقالة