تبحثين عني أنا هنا.. في صومعتي لم أتحرك، أين سأذهب أنا هنا.. أتوسل دفء أفكاري في عتمة الزمن أنا هنا.. أبحث عن بقايا ظلي المرسوم بجدران خُتمت أبوابها بالشمع الأحمر. ما زلت ألتحف الألم.. أتوسد الجرح وأغرق في لجة البوح.. أتساءل عن مصير مدامعي، إذا جفت ذات يوم كيف سأبكيها بل من يبكيني أنا إذا طوتني السنين بلحاف القدر *** خذيني.. للأبد كزجاجة عطر شفافة.. ضعيني.. في أحد جيوب حقيبتك الإيمانية، شرط أن يكون جيب لا يعلم بوجوده أحد أرجوك.. أدعي أني أفضل منه ولا تبعثري قطراتي المائية.. دثريني.. بحبات سبحتك الرمادية، زمليني.. بابتهالاتك الدينية احرميني.. من شعور بالغربة يتجدد كل يوم بداخلي. جنبيني.. أن أعاني زمنًا آخر، يكفيني ما عشت من زمن. *** لا.. بل دعيني أسقط على أرض رخامية.. أتناثر حبات قهر لازوردية، فأكن أنين عطر وردي لا وجود له شاحب كخطوط كفي.. باهت بلون وجهي.. مسهد كحدقي يجهل مسار الأرض فيخضب بنزفه أقدام العابرين يتسول منها ميقات المبكى.. نجوى بلا جدوى يذكرها بزمن المنفى.. ينبئها أن هناك دوما أسى *** حذار أن تجمعي بقايا أنفاسي العطرية، فهي تثور بأحزان خفية. هي مجرد خلاصة زهرة برية، أهلكها الهجير ذات ليلة صيفية جذورها ممتدة في أعماقي، تروي عطشها من أجاج مدامعي. تحولت بتلاتها أشواكا تدنو وتنأى. تبحث عن ضحية طول المدى. أخشى أن تتأذى أناملك بحزنها المنسكب، بل أشفق على إيمانك من عناوين ذكرياتها التي ترتحل *** ما أعنف جمودي، ما أقسى استحالتي ما أصعب وجودي.. ما أسهل رحيلي. من أكون حين تنازعني رغبتين أحينها لا شيء أكون سئمت البكاء على لوعة لا أعلم مكمنها على عبرة تتلاشى مجرد ابتداء حياتها على رواسب حروف منثورة بداخلي. على أبجدية لا تعرف سوى «نعم أو لا» في طريقها للجهة الأخرى من الحياة *** أمازلت تبحثين عني توقفي. دعيني.. أنسج أحزاني ثوبًا يقيد جسدي بخيوط مواجعه. دعيني.. في صمتي أرحل فأنا لا أتوسل الريح لأطير معها وأسيج هجرتها بالألم دعيني.. في جهلي لا أعرف من أكون، مجرد أنثى لها اسم تسكنه الهموم.. ضجيج روحها في صمت المعاناة هدنة أخرى. للحزن فيها وطن يعبر كل عام للضفة الأخرى.. أنثى كل أنفاسها حكايات وسيأتي يومًا تملها الحياة فقط دعيني «أسكن بمفردي سماء ثامنة لا وجود لها» عفاف الأحمدي