تصاعدت وتيرة الأحداث بصورة دراماتيكية في بالمنطقة الشرقية بعد القرار الذي أصدره الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام يوم الخميس الماضي، والذي قضى بإعادة انتخابات النادي خلال ستة أشهر مع تكليف لجنة من أربع شخصيات ممثلين في حسين الجفال، وخليل الفزيع، وطلال الطويرقي ومحمد الدميني لتسيير شؤون النادي حتى يتم انتخاب مجلس إدارة جديد من قبل الجمعية العمومية واعتماده من قبل الوزارة.. قرار الوزير فرضته جملة من الاعتراضات والطعون تقدم بها أعضاء في الجمعية العمومية بما استوجب تكوين لجنة من قبل الوزارة للتحقيق مما جاء في تلك الطعون، غير أن رئيس النادي المنتخب محمّد بودي لم يبد أي تعاون أو تجاوب مع تلك اللجنة فتم إغلاق النادي بالشمع الأحمر ورفع تقرير للوزارة بما حدث.. دليل واضح وقوي في ضوء كل هذه الأحداث توجه «الأربعاء» إلى مدير عام الأندية الأدبية السعودية عبدالله الكناني الذي أوضح أن قرار وزارة الثقافة والإعلام بإعادة إجراء الانتخابات في نادي المنطقة الشرقية الأدبي خلال 6 أشهر دليل واضح وقوي على أن الوزارة تهتم بشؤون الأندية ومتابعة ما يحدث فيها، مشيرًا إلى أن الوزارة وبناء على ما وصلها من مثقفي الشرقية أرسلت لجنة للتحقيق في هذا الخصوص؛ ولكن مجلس الإدارة لم يتعاون معها، وتم بعدها أخذ الإجراءات النظامية. مختتمًا بالإشارة إلى أن هذا القرار يأتي حتى تعود الأمور إلى نصابها، ومتمنيًا من اللجنة التي تم اختيارها أن تكون عند حسن الظن والثقة بإدارة شؤون النادي الأدبي وتسيير الأعمال فيه حتى يتم انتخاب مجلس إدارة جديد من قبل الجمعية العمومية واعتماده من قبل الوزير. اختطاف النادي كواليس ما دار في انتخابات أدبي الشرقية كشف عنها عضو المجلس السابق محمد الفوز بقوله: من أجل الديمقراطية التي تؤسسُ مستقبلًا لحريةِ الكلمةِ ومناخًا حضاريًا للتغيير الذي نسعى له من خلال كتاباتنا وأحلامنا البسيطة شعريًا وأدبيًا وإنسانيًا قبل كل شيء، أحدثتْ وزارة الثقافة والإعلام نقلة نوعية في استدعاء الزمن وتفعيل هذا الحراك الثقافي الذي نرجوه، لكن إشكالية اللائحة أحبطتْ كل شيء فيما نصرُّ عليه من رؤى واحتمالات التغيير، حيثُ تهافت تيار معين لاختطاف الأندية، والحيلولة دونَ ألق انعقاد الجمعيات العمومية بالشكل المأمول، فبمجرد دخولنا كناخبين وأعضاء في قاعة الاقتراع أصابنا الذعر ونحن نرى هذه الفئة تتفاخر باقتحام الوسط الثقافي فيما بينهم، ولسانهم يقول «صوّت تؤجر» على غرار الحملات المنظمة التي ينددون بها. ويتابع الفوز حديثه مضيفًا: من هنا بدتْ الخيبة على وجوه المثقفين والأدباء الذين اعتدنا على كفاحهم الثقافي منذ سنوات أمثال علي الدميني وعبدالله السفر وخليل الفزيع ومبارك الخالدي وآخرين في الجمعية العمومية لأدبي الشرقية حيثُ كل أديبٍ يهمسُ للآخر «شو صاير»، بينما كانت الفئة الأخرى في انتشاءٍ عظيم، لاعتقادهم أن المعركة غير قابلة للرهان، فهي محسومة لصالحهم دونَ أدنى شك، الأغلبية الكاسحة كانتْ مهادنة ولم تأت بهاجس ثقافي أو فكري، أو لتغيير أدبي، كانت الرغبة معلنة وهي (الفزعة) وإعطاء الصوت لأشخاص معينين، ونحنُ كأدباء لم نعتد على وجود هؤلاء في الوسط الثقافي والإعلامي، وبما أن لهم إعلامهم الخاص وثقافتهم الخاصة على ما يبدو فكلانا مجهولٌ لدى الآخر. ويضيف الفوز: وأنا أكتبُ مستاءً على رهافة القيم الأدبية والوجدانية رغم فوزي بعدد 101 صوت لأكون ضمن عضوية مجلس الإدارة الذي اختطفتْ جميع مناصبه الإدارية الأربعة لتيارٍ واحدٍ، وهو التكتل الذي منعته الوزارة، وكنتُ أتأمل ملامح وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان وكأنه يشي بأن المثقفين يتحملون الوزر الأكبر لخيبة الانتخابات حيثُ كانتْ المقاطعة واضحة، وأعداد الناخبين من الجانب الآخر تتزايد في ترقبٍ وذهولٍ واضح من قبلنا كأدباء نلوكُ هامشَ الحزن في ورقةٍ بيضاء لا تسرُّ الناظرين، رغم هذا كله، كنتُ سعيدًا بالطعن الذي تقدم به تسعون رجلًا في الجمعية العمومية لأدبي الشرقية لأنهم سيتيحون لنا فرصة النقض في اللائحة، وبالتالي إعادة تشكيل اللجنة المشرفة على تسجيل العضويات، وفتح باب التسجيل مرة أخرى للمثقفين الحقيقيين وإعادة ال 300 ريال وهي رسوم العضوية إلى من هم لا ينتمون للوسط الثقافي، فإننا حيالَ موقفٍ تاريخي يجب أن نخوضه بالتسامي والافتخار، وليس أن نستحضر في موقفنا الديمقراطي مجد القبلية واستنهاض النخوةِ التي لم تجلب لنا سوى المهازل والتكالب الفظيع لإجهاض أحلامنا البريئة بمستقبلٍ أكثر إشراقًا وأكثر حرية بدلًا من الكبت والإصرار على الوصاية واقتحام النوايا، من جاء بهؤلاء للاستحواذ على مقاعد مجلس إدارة أدبي الشرقية وغيره أن يبرر موقفه أمام التاريخ، وأن يشعل لنا قنديلًا فارهًا في هذا السواد القادم، لتكونوا أكثر وعيًا، وأن تظهروا لنا إبداعاتكم وإبداعاتهم بدلًا من التلاسن والتنابز والاستعداء المبطن لكل فكرٍ جديدٍ بالضرورة سيكونُ معاديًا لكم، ومنافيًا للتقليدية المعاشة.. سنة واحدة مرت على أدبي الشرقية تكفي لأن نحاكم أنفسنا قبل كل شيء، فالتجاوز الإداري والمالي والثقافي على حد سواء يتطلب لجنة قانونية لفض الاشتباه الذي نسمع به ونوثقه سواء كان صحيحًا أم خاطئًا؛ أليس كذلك؟ ويختم الفوز حديثه بقوله: رغم كل هذا يجب الافتخار بالتجربة الانتخابية وعلى المثقفين التنويريين إجمالًا ألا يغادروا مقاعدهم مبكرًا، فهنالك من يتربصَ بالكراسي الشاغرة، وليكن مهمتنا في هذه المرحلة المتوترة هو النهوض بالعمل الثقافي والاتجاه بالأفكار الخلاَّقة لواقعٍ متغير وغير مأساوي، فأنا لستُ ضدَّ فئة بعينها؛ ولكن هذه الفئة عليها أن يفتح فرجة في الجدار الفسيح عبر هذا الوطن الممتدَّ والذي يتسع للجميع، هنالك أماكن كثيرة يمكن أن يمارسوا فيها نشاطهم، وبالتالي عليهم أن يتركوا الأندية الأدبية للمثقفين والأدباء ليمارسوا ولعهم الإبداعي، ولنكن شركاء في التنمية الثقافية والاجتماعية بدلًا من النأي المشترك الذي يؤدي إلى مزيدٍ من الاحتقان والتخوين، وبعد إقالة المجلس وإحالة رئيس مجلس الإدارة السابق محمد بودي إلى التحقيق للخروقات التي تمت، آمل أن يتم التحقيق فعليًا مع الكل لأنهم تواطئوا معه، وللثقافة أن تعلو وأن تتسيد الأفق الإنساني، ولتكن همتنا جميعًا أن نسمو برهافة وأن نتوج ذواتنا بالمعرفة والروح الباذخة والمفعمة بالتغيير. تفاصيل ما حدث اما عقيل بن ناجي المسكين عضو مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، والمسؤول المالي- سابقًا - فيقول: قد تُفاجئ بسبب تصرفاتٍ لا مسؤولة من شخص عزيز عليك ولكنك تتحمّل ذلك مصداقًا للحكمة القائلة: «الاحتمال قبر العيوب»، قد يغيظك من بعض الأصدقاء ما يقومون به من إساءاتٍ مقصودة أو غير مقصودة موجهة إليك بالدرجة الأولى؛ ولكنك تتحمّل ذلك مصداقًا للمقولة المشهورة: «من لم يصبر على أذى الصديق مات وحيدًا»، قد يُحزِنُك ما تُلاقيه من الإهانات من بعض إخوانك ولكنك تتحمّل ذلك بسبب العشرة الطويلة التي جمعتكما معًا، إنك تتمثل في موقفك هذا بالحكمة القائلة: «الحلم سيد الأخلاق»، ولكنّك لن تصبر على الفظاظة والغلظة على الإطلاق، وبالأخص عندما تكون من مسؤول تنضوي تحت قيادته وتسير وفق إدارته للمنشأة التي تنتمي إليها بدوام كامل؛ أو جزئي؛ أو بانتماء شَرفي تضمك معه في هذه المنشأة أويقاتٍ محددة في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث مرات كحد أقصى، فالغلظة والفضاضة من السلوكيات السيئة التي لا يستسيغها أحد على الإطلاق، وهذه الحقيقة ذكرها القرآن الكريم في الآيات التي تطرقت للرسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم حيث قال الله عزّ وجل: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران 159]،- صدق الله العظيم -، فالفظاظة والغلظة لا يمكن أن يتحمّلها أحد من شخص وُضع في موقع المسؤولية والقيادة، حيث من أوّليات الإدارة والقيادة حسن التعامل مصداقًا لما قيل من أن «الدِّينُ المعاملة»، وقد ذم القرآن الكريم الغلظة في التعامل. ويتابع المسكين حديثه مضيفًا: ومن غريب ما لقيته من تجاربي في هذه الحياة هو إحساسي العميق بالإنفضاض والإحساس بوجوب الافتراق عن أحد الزملاء «الأدباء/ النُّقاد»، وسبب ذلك هو ما بدَر منه من تعامل سيئ معي ومع زملاءٍ آخرين بقسوةٍ أكبر ما يمكنني أن أطلق عليها أنها قسوة جارحة، لقد قام هذا الأديب/ الناقد بطردنا جميعًا من مكتبٍ يضمنا لأداء مهمة رسمية بأمرٍ مباشر من وزير الثقافة والإعلام، والأعجب من ذلك أن ما حدث في هذا المشهد الواقعي أن أحد مبعوثي الوزير قد تلطّف بأن يُترك الكرسي الذي في صدر المجلس لرئيس مجلس الإدارة الذي ننتظر حضوره جميعنا، وهذا ينمّ عن الاحترام الذي أبدياه هذان المبعوثان لرئيس مجلس إدارة هذه المؤسسة الأدبية، وهذا إنما ينمّ عن الأريحية في التعامل مع الآخرين سواءً في محضرهم أوفي غيابهم، وكنتُ أتمنّى أن يُقابلهم رئيس مجلس الإدارة بمثل هذا التعامل الأريحي والسّمح، فبعد انتظارٍ دام أكثر من ربع ساعة وإذا بنا نفاجئ بدخول رئيس مجلس الإدارة وخلفه مجموعة لأوّل مرة نشاهدهم وهم بالطبع من أعضاء الجمعية العمومية ولكننا لم نألَف وجودهم من قبل في النادي على الإطلاق وإن حضروا فحضورهم أو حضور بعضهم كان بحكم النادر، وقام رئيس مجلس الإدارة بالتلويح بيديه علينا جميعًا مُشيرًا إلى خروجنا من المكتب مع مبعوثي وزير الثقافة والإعلام، حتى أن أحد المبعوثَين سأل عنه للتعرف على شخصه فتم التعريف برئيس مجلس الإدارة المحترم فمدّ هذا المبعوث يده للسلام عليه فسلّم رئيس المجلس عليه؛ إلا أن نظرات الغضب كانت واضحة على قسمات وجهه وليس لديه أيّ حجة منطقية لتصرّفه هذا إلا لإيمانه برأيه وتصلبه على هذا الرأي، حتى أنه تحجج بخروجنا من هذا المكتب لأداء صلاة العشاء رغم أننا أدينا صلاة العشاء، وكذلك المبعوثَون من وزارة الثقافة قد أدَيا صلاة العشاء، وعندما تحدث أحد الزملاء معه بأننا قد أدينا الصلاة قال لنا: أنا لم أعطِ أمرًا بفتح المكاتب ثم إن هذا المكتب ينبغي أن يكون مُغلقًا لوجود أوراقٍ مهمة وأنا أخشى عليها من الآخرين - وبالفعل كانت جميع أبواب مكاتب المؤسسة الأدبية مغلقة حتى ان جميع الكراسي التي كانت موجودة في الصالة الداخلية للنادي قد تمت إزالتها-، وحجته هذه غير منطقية لأن الجالسين في المكتب خمسة من أعضاء مجلس الإدارة السابق الذين لا يزالون يمارسون مهام عضويتهم لحين التسليم للإدارة الجديدة، ويواصل رئيس مجلس الإدارة حديثه قائلًا: كان من المفترض أن تصعدوا جميعًا مع مبعوثَي وزير الثقافة والإعلام إلى القاعة في أعلى المبنى لحضور اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائي، وعندما ردّ عليه أحد مبعوثي الوزير بأن هذا الاجتماع غير قانوني لأن الجمعية لم يتم إقرارها من قبل معالي الوزير، ردّ قائلًا: هذا القول مردود عليه، وعندما قال له مبعوث الوزير: لقد أرسلنا خطابًا من قبل لهذا الاجتماع الذي تقرر أن ينعقد في تمام السابعة من مساء هذا اليوم وقد اقترب موعد انعقاده، لم يأبه لهذا الكلام، وقال: الاجتماع سيكون في القاعة مع جميع من حضر من الجمعية العمومية، وعندما قال له أحد الحضور وهو المسؤول الإداري بأن هذا المكتب هو مكتبه وجميع ما في هذا المكتب لا يزال بعهدته، فلم يردّ على ذلك فأبدى المسؤول الإداري تعجبه من هذا التصرّف، وبعد شدٍّ وجذب قرر مبعوثا الوزير انتهاء الاجتماع قبل انعقاده بسبب هذا التصرّف الغليظ والفظ من هذا الأديب/ الناقد، - سامحه الله على أيّ حال-. ويواصل المسكين بقوله: هذا ما حدث بالضبط مساء الأحد 30 محرم 1433ه في نادي المنطقة الشرقية الأدبي بالدمام وبالتحديد داخل مكتب المسؤول الإداري الدكتور حسن الشيخ، وهذا ما حدث بالضبط من قبل رئيس مجلس الإدارة السابق (1432ه) وكذلك رئيس مجلس الإدارة السابق للمرة الثانية عن الفترة من 1433ه-1436ه بعد فوزه الساحق في الانتخابات الأخيرة التي ألغاها معالي الوزير، وإني أسأل نفسي: هل الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين هي من أخلاق الأدباء والنقاد؟ سأترك لكم التعليق على هذا الموقف، ولكم أن تحكموا بأنفسكم من هو المخطئ: هل هو هذا «الأديب / الناقد» الذي بشّر نفسه بقيادة هذه المؤسسة الأدبية لأربع سنوات قادمة ولكن سرعان ما خاب أمله بعد أن أصدر الوزير قرارًا بحل الجمعية وتنحية هذا الأديب الناقد عن رئاسة النادي.. أم نحن أعضاء مجلس إدارة النادي السابقين مع مبعوثي وزير الثقافة الذين قام بطردهم جميعًا وبهذا الأسلوب الفظ والغليظ.. أم معالي وزير الثقافة والإعلام الذي أمر بإجراء التحقيق مع رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي بسبب وجود عدد كبير من الشكاوى ضده أثناء رئاسته للمجلس في السنة المنتهية 1432ه، وأن يكون الاجتماع بحضور جميع أعضاء الإدارة السابقة، ولأجل ذلك أرسل مبعوثين ليحضرا هذا الاجتماع والقيام بمهمتهما الرسمية؟!!