قال الضَمِير المُتَكَلّم :اليوم أنقل ثلاث صور ترسم شيئاً من المعاناة والألم التي يعيشها شباب وبنات هذا الوطن ؛ وما ذاك إلا حصاد رداءة أنظمة بعض مؤسساتنا وعشوائيتها وسوء التخطيط فيها ، والتفاف بعض المسئولين فيها على القرارات التصحيحية وإفراغها من مضمونها : ( 1 ) فهؤلاء مساكين من أبناء هذا البلد يحملون شهادات الماجستير و الدكتوراه في مختلف التخصصات النظرية والتطبيقية والنادرة والمستحدثة مؤخرا ؛ ومع ذلك ما زالوا عاطلين أو عاطلات عن العمل ؛ رغم أنهم سلكوا كل السبل ، وطرقوا أبواب وزارة التربية ، وجامعات التعليم العالي !! ولكن لا جديد ؛ فالتربية تجاهلتهم ، ولم تقدم لهم إلا الوعود ، وبعض الجامعات همها مطاردة التصنيفات ، والتعاقد مع الأجانب من أجل هذا الغرض ؛ أعداد أولئك تتزايد ومعاناتهم مستمرة ؛ فهل لها من آخر ؟! ( 2 ) أيضاً هذه مأساة أكثر من ستة آلاف خريجة ممن تم ترشيحهن في الدفعة الأولى من مفاضلة الوظائف التعليمية للمتقدمات بتاريخ 5-6- 1432 ه، لكن استبعدن فعلياً من التعيين !! إذ وقعن ضحية الالتفاف على القرار الذي أمر بتعيين ( 51 ألف خريجة في التربية والتعليم ) ، حيث تعلن أرقام كبيرة للترشيح ، ومع توفر الشروط وصحة البيانات يكون التعيين الفعلي لنصف المرشحات المعلن أسماؤهنّ أو أقل !! فقد بلغ مجموع المرشحات ( 12986 خريجة ) ، ومَن كان تعيينهن فِعْلِيّاً ( 6394 معلمة ) ، بينما تم نسيان ( 6592 خريجة ) !! والمشكلة أن المنسيات مطالبات بدخول المفاضلة من جديد دون اعتبار لكل ما قدمنه من انتظار وجهد وسفر ومصاريف لاستكمال البيانات ومطابقتها سابقاً !! فما ذنب أولئك المسكينات في أن تضيع حقوقهنّ ؟! فالواجب تعيينهنّ فوراً ، وتعويضهنّ ، ومعاقبة المسئول !! ( 3 ) وهذه صرخة من خريجات المكتبات والمعلومات ؛ حيث تتجاهل وزارة التربية والتعليم توظيفهنّ منذ عشر سنوات ؛ بحجة عدم الحاجة لهذا التخصص ؛ مع أن هناك مقررا حول المكتبات في المدارس الثانوية!! أما السبب الحقيقي فهو تعميم صادر من وزارة التربية والتعليم في عام 1422ه ( يقضي بإسناد تدريس مادة المكتبة لمعلمات اللغة العربية ) ؛ والحجة قلة عدد معلمات المكتبات آنذاك !! ولكن الآن وبالرغم من كثرة أعداد الخريجات من هذا القسم ، التي وصلت إلى عدة آلاف ؛ فلا يزال العمل قائماً بذلك التعميم الذي سلب خريجات المكتبات حقهن في التوظيف ، وحرم الطالبات من معلمات متخصصات وتربويات !! فمتى يتم رفع العناء عن أولئك ؟ وأخيراً إلى متى يعيش المواطن والمواطنة ضحايا لعشوائية التخطيط واللامبالاة من بعض المسئولين ؟! ومن المستفيد من تهميش أبناء وبنات الوطن ونسيانهم ؟! مَن يعرف الإجابة ؟! ألقاكم بخير والضّمَائر مُتَكَلِّمَة