صعدت طهران، أمس، لهجتها المهددة بإغلاق مضيق هرمز، وسط تأكيدات لإطلاقها اليوم صواريخ بعيدة المدى في المناورات التي تجريها في الخليج حالياً، ووصفت الإدارة الأميركية التصعيد بأنه «غير عقلاني»، وأعلنت بكين أن مسؤولا رفيع المستوى زار طهران مؤخراً لمناقشة التطورات الأخيرة. ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية عن قائد سلاح البحرية الإيراني، الأميرال حبيب الله سيّاري، قوله إن «إيران يمكنها بسهولة إغلاق مضيق هرمز، إذا اقتضت الضرورة، لكن هذه ليست نيتنا». وأضاف «نيتنا إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة، ونريد أن نظهر للجميع أنه يمكننا أن نؤمن الأمن للمنطقة، من دون الحاجة إلى قوى إضافية من خارج المنطقة». وقال سيّاري إن وجود سلاح بحرية أجنبي في المنطقة يزعزع الاستقرار، مشدداً على أن إيران لا تحتاج إلى وجود قوى من خارج المنطقة. ونقلت القناة، عن نائب قائد سلاح البحرية الأميرال محمود موسوي قوله، إن البحرية الإيرانية «ستطلق صواريخ طويلة وقصيرة المدى السبت في إطار مناورات الولاية 90 في مضيق هرمز». وأضاف إن الوحدات المختلفة للبحرية ستطلق صواريخ أرض أرض وأرض جو وأرض بحر، والغواصات الإيرانية ستطلق طوربيدات محلية الصنع على أهداف محددة مسبقاً. وأفاد موسوي بأن سلاح البحرية الإيراني سيطلق أيضاً صواريخ محمولة على الكتف على أهداف مفترضة للعدو. وتدخل مناورات «الولاية 90» اليوم يومها الثامن، علماً أنها بدأت السبت الماضي. وفي واشنطن، اعتبرت الولاياتالمتحدة أن ايران تصرفت بشكل «غير عقلاني»، بتهديدها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لحركة نقل النفط العالمي. وأجابت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، على أسئلة الصحافيين حول تهديدات طهران، شهدنا قدرا لا بأس به من التصرف غير العقلاني من إيران مؤخراً، و«هذا يشير الى أن العقوبات الدولية بدأت تؤتي مفعولها وان تشديد الضغط وعلى الأخص، على قطاعهم النفطي بات يدفعهم الى تبني مواقف هجومية». وتدرس الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية فرض عقوبات جديدة على قطاعي إيران النفطي والمالي، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، غير أن الدول الأوروبية منقسمة بشأن مسألة فرض حظر على الصادرات النفطية الايرانية. وتهدد طهران بإغلاق مضيق هرمز في حال فرضت عليها عقوبات دولية. وقال نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي الأسبوع الماضي «لن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز» إذا هدد الغرب بتشديد عقوباته على بلاده بسبب برنامجها النووي. من جهة أخرى أصدر القضاء الإيراني قرارا بحجب الموقع الإلكتروني الخاص بالرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا» عن محمد هاشمي، شقيق الرئيس السابق قوله، أمس، إن الشركة المسؤولة عن الموقع أبلغت رفسنجاني أنه صدرت لها أوامر حكومية بحجب الموقع. وأضاف انه بعد دقائق من الاتصال لم يعد بالإمكان دخول الموقع. وذكر انه لم يتضح بعد الجهة الحكومية التي أمرت باتخاذ الخطوة. وقال شقيق الرئيس الإيراني السابق انه سيتابع القضية. وترددت تقارير عن حجب أكثر من خمسة ملايين موقع في إيران لكن المستخدمين يلجؤون لبرامج وسيطة وشبكات افتراضية خاصة لدخولها.