حدثني أحد الأقارب عن بادرة إنسانية طيبة من الأستاذ تركي العجمة ومن طاقم برنامج كورة على روتانا خليجية عندما عرض مؤخرًا جانبًا من عمل خيري تقوم به جماعة تتألف من شبان وشابات أطلقت على نفسها اسم (أمنيتي) هدفها تحقيق الأماني بدون مقابل، لوجه الله تعالى، حيث تم عرض الطفل محمد العلي بعد أن تحققت أمنيته وكان يتمنى مقابلة اللاعب محمد الشلهوب، والحقيقة أن هذه البادرة سواء من البرنامج الذي تفاعل مع هذا العمل الإنساني أو من الشباب الذين كوّنوا فريق عمل لتلبية أمنيات الأطفال أو بعض الشباب الذين لديهم تعلق كبير بالمشهورين والالتقاء بهم أمر جيد، كما أن تجاوب الشلهوب وتلبيته للدعوة لزيارة الطفل لها وقع كبير على نفسيته شاهدها الكثير، ودون شك أن زيارة المريض لها أجرها عند الله سبحانه وتعالى، ويحتاج المسلم فقط أن يصحح نيته ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، حيث إن الجائزة عند الله عظيمة لمن فعل ذلك، ففي الحديث عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ أَتَى أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَائِدًا مَشَى فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ". أخرجه أحمد والنسائى فى الكبرى وابن ماجه والحاكم والترمذي وأبو داود والضياء وقال إسناده صحيح.، وفي حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة "رواه مسلم وفى رواية قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها ".وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا: "من عاد مريضًا غاص في الرحمة، حتى إذا قعد استقر فيها "(البخاري في الأدب المفرد) فهذه الأحاديث فيها بشرى كبيرة لمن عاد مريضًا، ومتى كانت النية خالصة لوجه الله كان الأجر متحققًا عند الله سبحانه وتعالى، وسأعرّج قليلًا على بعض تفاصيل قصة الطفل محمد لمن لم يطلع عليها مع أن الكثير ربما اطلع على تلك التفاصيل، وهذا الطفل يعاني من ورم ويتعالج في مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال بالرياض، وقد اطلعت على بعض هذه التفاصيل من بعض مواقع الانترنت، والحقيقة أعجبني أريحية اللاعب محمد الشلهوب المبتسم دائمًا وفقه الله لما يحب ويرضى، ومبادرته ليست جديدة عليه فقد اعتاد على الأعمال الخيرية في ناديه الهلال، وهو بتلك الزيارة قد أدخل البهجة والسرور على قلب الطفل المريض شافاه الله، وجعله يلتقي بلاعبي الهلال وغير ذلك من التفاصيل نسأل الله أن يثيبه عن ذلك، وهي حالة إنسانية نتمنى تكرارها وعدم إهمالها لأن لها وقعًا على المرضى وخاصة الأطفال، نتمنى أن يبادر النجوم لاستغلال شهرتهم لمثل هذه الأعمال الإنسانية التي هو المستفيد الأول منها متى ما جعل هدف الزيارة كسب الأجر من الله وأكرر دعواتي بالشفاء العاجل لهذا الطفل وكل مريض إنه جواد كريم.