عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم ست :إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصحه ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه )رواه مسلم، وقد سبقت الإشارة في المقال السابق إلى الحق الأول من حقوق المسلم على أخيه المسلم وهو إلقاء السلام وعرفنا أنه سبب لانتشار المحبة بين أفراد المجتمع وبيان فضله وبعض الأحاديث الدالة على ذلك ، واليوم أشير إلى حق آخر من الحقوق الستة وهو عيادة المريض وزيارته إذا مرض وأنه سبب آخر موجب للمحبة والتخفيف من آلام المريض النفسية ، وإحساسه بأن المجتمع يقف بجانبه في السراء والضراء ، ويجب على المسلم أن يعلم بأنه في هذه الحياة يواجه أزمات ونكبات ومحن وكلها ابتلاءات من الله تعالى ،فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط قال صلى الله عليه وسلم :(يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض) صححه الألباني، وفي عيادة المريض أجر عظيم يقول صلى الله عليه وسلم : (من أتى أخاه المسلم عائدا ، مشى في خرافة الجنة – أي طرق الجنة - حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة ، فإن كان غدوةً صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح) رواه ابن ماجة و يا من ابتليت بالمرض إليك هذه البشارة العظيمة من نبيك الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام فاسمع ما قاله صلى الله عليه وسلم لأم العلاء عمة حزام بن حكيم الأنصارية وهي التي تتحدث وتقول : (عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة وقال : أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد) حديث حسن ، ولعيادة المريض آداب ينبغي الأخذ بها أثناء عيادتنا له ،ولجهل كثير من الناس في هذا الجانب من جهة ، ولتفريط المتعلم منهم من جهة أخرى أورد على سبيل المثال لا الحصر قبسات من هديه عليه الصلاة والسلام في هذا الجانب. روى ابن ماجه ( في سننه) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب نفس المريض) وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس ، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) متفق عليه ، وعن سعد بن أبي وقاص رض الله عنه قال :(عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (اللهم اشف سعدا ، اللهم اشف سعدا ، اللهم اشف سعدا ) الحديث رواه مسلم، هذا بعض مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يعود المرضى ،وإلا فإن مواقفه عليه الصلاة والسلام أكثر من أن تعد فتذكر سواء مع المسلمين أو مع غير المسلمين سيما وإن كان المريض جارا ولو كان كافرا فينبغي زيارته حتى يعلم سماحة الإسلام ، ولنا في قصة الغلام الكافر الذي عاده الرسول في مرضه الحكمة البالغة حيث كانت زيارة الرسول له سببا في دخوله الإسلام .