بعد أربعة أيام من الجلسات الصباحية والمسائية امتدت من يوم الاثنين غرة صفر 1433ه، الموافق 26 ديسمبر 2011م في مركز الملك فهد الثقافي، اختتم ملتقى المثقفين السعوديين يوم أمس الخميس 4 صفر 1433ه الموافق 29 ديسمبر 2011م، فعالياته بجملة من التوصيات، تصدرها توصيلة المشاركين برفع برقية شكر وتقدير باسم المثقفين السعوديين إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة للملتقى وللثقافة والمثقفين السعوديين، وأخرى إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مع اعتبار كلمة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في افتتاح الملتقى وثيقة رسمية وبيانًا للملتقى.. وقد أصدر المشاركون بيانًا في ختام الملتقى، جاء فيه: عنيت المملكة العربية السعودية بالثقافة والفنون والآداب برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأظهرت هذه العناية بأن جعلت الدولة الثقافة حقًا تشريعيًا ترعاه وواجبًا تتعهد بالوفاء به، ومن ذلك المادة التاسعة والعشرون من النظام الأساسي للحكم التي تنص على ما يلي: « ترعى الدولة العلوم والآداب والثقافة، وتعني بتشجيع البحث العلمي، وتصون التراث الإسلامي والعربي، وتسهم في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية». يبعث ملتقى المثقفين السعوديين، في دورته الثانية، المهتم والمتابع والمثقف والأديب والفنان على أن يتأمل في معنى الثقافة والإبداع في عالم اليوم. فهذا الملتقى، في فكرته وأوراقه، لا يعنى بمشكلات الإبداع والثقافة، فليس من هم أحد منا أن يقف طويلًا عند قصيدة بديعة أو لوحة رائعة أو لحن موسيقي أخذ يبحث فيها عن تجليات الإبداع وأسراره وهو المألوف المعروف من أمور الإبداع والثقافة، ولكن هذا الملتقى همه الأساسي إعادة النظر في السبل التي تفسح المكان للعمل الثقافي والبنى التي تستوعب النشاط الثقافي والإبداعي والتشريعات التي ينبغي أن تمهد الطريق أمام الإبداع بمختلف أشكاله. «والإبداع» وهو لصيق الذات المفردة المبدعة سقناه في جمل جديدة أشهرها «الصناعات الإبداعية» ولعل هذا المصطلح أقسى المصطلحات على قلب المبدع، إذ كيف يصبح الإبداع صناعة وهو نتاج ذات مفردة مبدعة ولكننا اليوم أمام نتاج عالم جديد تأثر كثيرًا بأجواء الثورة الصناعية وبزوغ مشكلات «رأس المال» فألقى الاقتصاد والصناعة بأثرهما في حياة الناس ومن بينها الثقافة والإبداع وصار الفلاسفة ومنظرو الثقافة يتحدثون عن رأسمال ثقافي يقابل رأس المال الاقتصادي وينافسه، ونشأت بسبب ذلك، تيارات ومدارس فلسفية وثقافية، بعضها بحث الثقافة والفنون في ظل هيمنة رأس المال والاقتصاد والقوى السياسية، وبعض آخر منها ناضل من أجل تخليص الثقافة والفنون من شائبة «التسليع» و»الصناعات» التي تهبط بمستوى المعاني الشريفة للثقافة والإبداع. ووزارة الثقافة والإعلام منذ أصبحت الثقافة جزءًا أساسيًا من مهامها، وضعت في حسبانها أن تكون مهمتها الرئيسية تهيئة الفضاء المناسب للعمل الثقافي بمختلف أشكاله، فعلى المثقفين أن يبدعوا وعلى الوزارة أن تهيئ الإمكانات والتشريعات التي تستجيب لأصوات المثقفين، وصولًا إلى خطة ثقافية يصوغها المثقفون أنفسهم. وما الملتقى هذا الذي نشهد وقائعه وأوراقه إلا ثمرة من ثمار عقول المبدعين التي تبحث في مشكلات الثقافة، وتعمل من أجل مستقبل الثقافة في المملكة. وستعمل وزارة الثقافة والإعلام على إتاحته وتنفيذه، بحول الله تبارك وتعالى، وسيقتصر دور الوزارة على الدعم والمؤازرة والمساندة بتحييد دورها، فهذا الملتقى أنموذج لفعل ثقافي اجتماعي يعبر عنه المثقفون لا الموظفون.