«الجنادرية» عرس سنوي وتجمّع ثقافي كبير يقام ليعزّز تراث هذا الوطن الغالي ويؤصّل عبق الماضي بزاهر الحاضر ومستقبلًا مشرقًا بإذن الله، أنطلقت منذ عام1405ه، واستمرت طوال هذه السنوات، ومرّت بمراحل متعددة، وفي كل احتفال يكون هنالك الأوبريت الغنائي الوطني، والذي يكتبه نخبة من الشعراء الكبار وشارك به عدد من النجوم يتقدمهم صوت الأرض الراحل طلال مدّاح ومحمد عبده. وتحدث ل «الأربعاء» عدد من الفنانين الذين عبّروا عن أمنياتهم لفتح المجال لهم ولزملائهم للمشاركة والإسهام في خدمة الوطن ومشاركته أفراحه، خصوصًا بعد أن أصبح من يؤدون ذلك الأوبريت أسماء معينة ومعروفة، وهذا حتمًا ما أدى لعزوف الكثير من المتابعين للوحات الأوبريت، خصوصًا أن المشاركين أخذوا حصتهم وحصص غيرهم، وأصبح بالفعل ينطبق عليهم المثل الشعبي الشهير: «ما في البلد إلا هالولد»، وكذلك دخول عملية التلحين إلى دائرة الملحن الواحد حيث تتكرر أسماء ملحنين لأكثر من مرة. اين النجوم الشعبيين تحدث في البداية الفنان محمد السليمان، فقال: الجنادرية هي حلم لنا جميعًا ولكن للأسف أصبح المشاركون فيها معروفين واقتصرت على أسماء معينة، ونحن كسعوديين نتوق لخدمة بلدنا ومشاركته في مناسباته وأفراحه، وأنا هنا لا أتحدث عن نفسي وليس شرطًا أن أشارك ولكن أتمنى أن نشهد تغييرًا للدماء ونرى زملاء فنانين مشاركين. وأضاف: بما أن المهرجان يختص بالتراث الشعبي.. فأين النجوم الشعبيون من المشاركة؟.. نتمنى أن تصل رسالتنا إلى القائمين على هذا المهرجان، وكذلك لديّ الثقة بهم بالفترة المقبلة، وإن شاء الله ينظرون في هذه الأمور مستقبلًا بكل جدية. ادعوني ولن أتأخر كذلك كان للفنان عبدالهادي حسين رأيه، فقال: محفل الجنادرية مناسبة كبيرة تمثّل تراث المملكة بكل مناطقها وأطرافها ويّعرّف الجيل الحالي بتراث آبائهم وأجدادهم، وأما عن عدم مشاركتي فالسبب يعود لعدم دعوتي ولو قُدمت لي الدعوة فلن أتأخر عن المشاركة فهي حلم لي ولكل ابن من أبناء هذا الوطن الغالي. نحن أبناء الوطن من جانبه قال الفنان فارس مهدي: أحلام وتذهب أشتات الرياح.. فنحن أبناء لهذا الوطن وكفنانين لدينا طموح للمشاركة ولكن السؤال هل الأسماء التي خُصصت لأداء الأوبريت هم أبناء الوطن ونحن لا؟.. فمن المفترض أن تكون المشاركة لمرة واحدة ومن ثم يُفتح المجال للآخرين، وأنا هنا لا أتحدث عن مشاركة فارس مهدي فقط، فليس بالضرورة مشاركتي، فهنالك الكثير من الذين سبقونا وخدموا الفن والتراث السعودي وللأسف لم نرهم مشاركين، ونحن نود مشاركتهم كتكريم لهم. ويضيف مهدي: الجنادرية كان آخر توهجها في «مولد أمة» حيث كانت تقام احتفالات جانبية في فترة أقامتها يشارك بها في كل ليلة نجوم سعوديون وكان الإقبال عليها كبيرًا، فلو لاحظنا القفزة النوعية والنجاح الذي حققته احتفالات «صوت الريان» في قطر على الرغم من حداثة عمرها مقارنة بالجنادرية سنجد الفرق واضحًا، ولكن لدينا الثقة بمن يقومون على الجنادرية في الأيام المقبلة بأن تشهد تغيرًا وتطويرًا كبيرًا. الوضع كما هو لا جديد واتفق الفنان عبدالعزيز المنصور مع ما قاله زملاؤه، وقال عن مشاركته بالجنادرية: حلم يراودني منذ سنوات عديدة وفي كل عام أقول لعل أن تكون مشاركتنا في السنة المقبلة ولكن عندما تأتي السنة نجد نفس الأماني تتجدد والوضع كما هو لا جديد! إعطاء الفرصة للآخرين والفنان فتى رحيمة (عيسى الناصر) تحدث بهذا الخصوص، حيث بدأ بقوله: الأوبريت يشتمل على العديد من اللوحات التراثية.. وكل لوحة تعبّر عن تراث منطقة أو مدينة.. فمن المفترض أن يكون كل لوحة يؤديها الفنان الذي ينتسب لهذه المنطقة وذلك لأنه من المنطقة ومن الطبيعي أن يجيد هذا اللون، ويجب في كل سنة أن يأتي الدور على أصوات تشارك لأول مرة وذلك لإعطاء فرصة للآخرين، وكذلك نريد أن نرى إقامة ليالٍ في المهرجان تؤصّل التراث الشعبي من خلال استقطاب النجوم السعوديين الذين أثروا ساحتنا وجذب للزائر والمتلقي. ويختتم فتى رحيمة حديثه قائلًا: أما مشاركتي فأنا أمضيت ما يقارب ال 25 سنة في الوسط الفني ولكن للأمانة لم أجد مكانًا للمشاركة، وقس على ذلك جميع مناسبات هذا الوطن الحبيب التي حُرمنا المساهمة فيها.