استطاع فريق طبى متخصّص في جراحات القلب الدقيقة من إجراء عملية قلب مفتوح معقّدة بنجاح لمريضة في السبعينات من عمرها تعاني من قصور بشرايين القلب وضيق وارتجاع بثلاث صمامات. وتعتبر هذه العملية واحدةٌ من أدق العمليات التداخلية والتي تتطلب فريقاً طبياً متكاملاً ذو خبرة ومهارة عالية، كما تتطلب مستشفى به أحدث التجهيزات الطبيّة والتي بدورها تساعد في نجاح مثل هذه العمليّات المعقّدة. وأوضح د. أحمد الوتيدي كبير استشاريي جراحة القلب ورئيس مركز القلب في مستشفى المركز الطبي الدولي بجدة قائلاً "بعد الفحص السريرى للمريضة تأكدنا من حاجتها المُلحّة لإجراء عملية جراحية بشكل سريع حيث أن قدرة قلبها على ضخ الدم ضعيفة نظراً لضيق الصمامات والأوعية الدموية القلبية، فبلا شك تعتبر هذه العمليّة من الجراحات المعقّدة كونها تتضمن عدة إجراءات في نفس الوقت، وعليه فقد قمنا باستبدال صمّامين في القلب وإصلاح الصمام الثالث وعمل توصيلات للشرايين التاجية، وبفضل من الله تم استكمال الإجراء الجراحى في وقت وجيز، وبعد أن تأكّدنا من سلامة التوصيلات الشريانية والصمّامات المستبدلة عن طريق الموجات الصوتية والأشعة نُقلت المريضة إلى غرفة الإنعاش حيث استفاقت وبدأت بالتحدث مع أفراد أسرتها بشكل طبيعي بعد ساعات من العملية." و أكد د. الوتيدي قائلاً "إنه من الضروري جداً سرعة إجراء هذه العملية لمن يحتاجها، فهؤلاء المرضى غالباً ما يشعرون بضيق في التنفس عند بذل أى جهد وهو ما يعرف ب "أعراض هبوط القلب"، أو آلام في الصدر والتي تعرف ب "الذبحة الصدرية"، كما أن سرعة إجراء هذه العملية لها دور كبير أيضاً في منع حدوث هبوط مفاجئ في القلب والذي بدوره قد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله." ومن جهتها قالت السيدة عائشة باموسى التي أجريت لها العملية "اعتدت على أخذ العديد من أدوية القلب، ولكن مؤخّراً تفاقم وضعي الصحي وأُصِبتُ بالتهاب في الرئة وضيق في التننفس فاضطررت إلى دخول المستشفى عدة مرات حيث قمت بإجراء العديد من الفحوصات والتي أكدت على ضرورة إجرائي للعملية بأقرب وقت، والحمد لله الذي جعل هذا المكان سبباً في شفائي، وها أنا اليوم بكامل صحتي وعلى استعداد للعودة إلى بيتي وعائلتي. فكل الشكر والتقدير لأسرة مركز القلب اللذين ساهموا في شفائى بعد إذن الله." من الجدير بالذكر أن عمليات صمامات القلب قد تطورت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأن هناك اتجاهاً عالمياً لإجراء عمليات تركيب صمامات القلب دون الحاجة لإجراء عملية قلب مفتوح وذلك باستخدام القسطرة، وقد نالت مستشفى المركز الطبي الدولي شرف إجراء أول عملية زرع صمام للقلب باستخدام القسطرة وهى الأولى من نوعها في مستشفى خاص بالمنطقة.