أوضحت اخصائية التثقيف الصحي في مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب نهى الشعلان أن البعض من مرضى القلب يرفضون إجراء عمليات القسطرة نتيجة سيطرة الخوف على قراراتهم حيال ما يجب فعله لعلاج مشكلاتهم الصحية في القلب ، معزية ردة فعلهم المرتكزة على الخوف ، إلى الخلل في المفاهيم والمعلومات الخاطئة التي يتداولها الناس عن القسطرة . وقالت الشعلان على هامش المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي في الدمام : "إن استخدام كلمة ( عملية ) وتسمية القسطرة بها ، أعطت مفهوما آخر لعمليات القسطرة ، ما جعلها في أذهان العامة وكأنما لو كانت عملية جراحية ، فيما تجرى عمليات القسطرة بلا جراحة ، ولا تستغرق سوى 20 دقيقة في المتوسط للقسطرة التشخيصية . مشيرة إلى أن نسبة ليست قليلة من أسر المرضى يسهمون في تهويل عملية القسطرة القلبية لاعتقادهم بأنها عملية صعبة ومعقدة و تتطلب تخديرا من نوع خاص وتخلف جروحا مفتوحة. وتضيف الشعلان : وفي الوقت الذي تعد فيه العملية من العمليات البسيطة، ولا تحتاح الى تخدير كلّي أو إلى فتح جروح ، إلا أن التعليم والمعرفة التي يتمتع بها الكثير من مرضى القلب لم تسهم في التخفيف من حجم المخاوف لديهم". سيما وأن القسطرة مرتبطة بأخطر الأعضاء في جسد الإنسان – القلب- ، فضلا عن تخوف البعض من أن تكون نتيجة القسطرة سلبية وأوضحت الاخصائية الشعلان أن عملية القسطرة تنقسم الى قسمين الأول تشخيصي ، أما النوع الثاني يعتبر علاجيا ، وتستخدم للمرضى الذين يحتاجون الى زراعة اعضاء أو عملية صمام القلب والمرضى الذين لديهم اعراض الذبحة الصدرية، وهي عبارة عن قسطرة ضعيفة جدا تدخل من الشريان الفخذي مع تخدير موضعي لحقن صبغة عن طريق القسطرة يوضح من خلال الأشعة التلفزيونية لتضييق الشرايين وفي هذا النوع من القسطرة يكون المريض واعيا ومدركا للعملية، واذا كانت النتيجة (+) إيجابية فالمريض هنا يحتاج الى تدخل علاجي وهو النوع الثاني من القسطرة القلبية واللذي يتم فيه وضع دعامات أو نفخ بالون لتوسيع الشرايين الضيقة، وفي هذه الحالة فقط يعطى للمريض مهدئ ويستطيع الطبيب خلال العملية شرح النتائج للمريض، والفترة اللتي تحتاجها العملية اذا كانت تشخيصية من ربع الى نصف ساعة والعلاجية من ساعة الى ساعتين فقط وبعدها يتم نقل المريض إلى غرفة الافاقة لمدة تتراوح من 3 الى 6 ساعات يمنع خلالها من تحريك رجله التي تم استخدامها خلال العملية لمنع النزيف الداخلي. وبينت نهى الشعلان أن المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب الذي نظمه مركز سعود البابطين ساهم في رفع مستوى الكفاءة الطبية في مجال عمليات القسطرة من خلال نجاحه في توطين تقنية جديدة في عمليات القسطرة ، حيث قام المؤتمر السابع ، - والذي يعد مؤتمرا تعليميا ويستهدف كبار الأطباء المختصين في طب وجراحة القلب- ، قام باستدعاء واحد من أهم أطباء القلب المتخصصين في عمليات القسطرة وهو رئيس وحدة القسطرة القلبية في مستشفى (شانغ جونغ) في تايوان الدكتور (هو تشيونج جن) ، الذي عرض تجربة مستشفاه في عمليات القسطرة القلبية التي تعد الأحدث على مستوى العالم وسجل من خلالها تفوقا نوعيا في عمليات القسطرة وأحدث بسببها تغييرات جذرية في علاج أمراض القلب ، وهي تقنية تجعل القسطرة تتم عن طريق (اليد) بدلا من الطريقة العادية التي لا يزال العالم يستخدمها حاليا وهي القسطرة عن (الفخذ) . مبينة أن التقنية التي تم عرضها ستسهم في استغناء بعض المرضى من ذوي الحالة الصحية "الخطرة" عن إجراء عمليات جراحية في القلب بهدف تصليح بعض الصمامات. منوهة إلى أن الصينيين يعتبرون من أنجح الأطباء في عمليات القسطرة نتيجة تحريم ديانة الغالبية منهم لإجراء عمليات جراحية في القلب حيث يعتبر "شق الصدر" من المحرمات الكبرى مهما كانت الدواعي .