عوامل تقنية متطورة يعج بها العالم الغني والفقير ، واستطاع من خلالها الإنسان أن يجعل العالم يعيش مترابطا بعضه ببعض من خلال وسائل الاتصال المتعددة والمتطورة ، والتي تجد صداها بين شعوب العالم عبر أجهزة متعددة الأنواع كالبلاك بيري ، والإيفون ، والجلكسي ... وغيرها من الاجهزة التي لا يكاد يخلو بيت في مجتمعنا من إقتنائها وتداولها ما بين الكبار والصغار . هذه التقنية كم هو جميل أن يقتنيها الكبير كونه مدركا وواعيا لما يبث فيها من خير وشر ، وكم هو مؤسف أن نرى هذه التقنية متداولة بين الصغار الذين لاتتعدى أعمارهم الثامنة والعاشرة من العمر من خلال تهاون كبير من أولياء الأمور لقتل طفولة هؤلاء الأبناء الأبرياء ، تلك الطفولة الماضية التي كانت تلهو وتلعب بألعاب مسلية ومفرحة لسنهم الطفولي بعيدا عن دمار هذه التقنيات التي ستقضي على طفولتهم البريئة ، وتغير من عاداتهم وتقاليدهم ، فطفل الأمس لا يقارن بطفل اليوم . أطفالنا الأبرياء تجدهم أحزابا وجماعات داخل الأبنية ، أو الأزقة ، أو حتى زوايا البيوت بما فيها المدارس التي لا تجد الرقابة من المعنيين فيها يلتقطون فيما بينهم الغث والسمين بما فيها الباطل الذي يقضي على عقولهم في هذه السن المبكرة من العمر ، فتجد الصور الماجنة ، والأفلام الأباحية ، والأفكار الهدامة التي تهدم المجتمعات ، وتقضي على عقولهم المستقبلية المتمثلة في هؤلاء الأبرياء الذين لا يعون الخطورة ، ولا يجدون الرقابة من أولياء أمورهم الذين قاموا بتوفير هذه التقنية لأبنائهم ، فهذه التقنية لا تتناسب مع سنهم ، بل قد تصبح وبالا خطيرا على حياتهم مستقبلا فيصبحون أعضاء غير فاعلين في مجتمعهم . أطفالنا أمانة في أعناقنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، بل أنهم زينة الحياة الدنيا قال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ورعايتهم مسؤولية كبرى يجب ألا يحيد عنها أولياء الأمور الأعزاء ، وعليهم أن يراعوا الله عز وجل في أبنائهم الأبرياء من خلال إبعادهم عن كل ما يهدم عقولهم وأفكارهم ، وعليهم أن يتذكروا دائما قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ) . عبده بلقاسم المغربي- الرياض