يملك الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي الذي عينته الجامعة العربية رئيسًا لبعثة مراقبيها في سوريا خبرة عسكرية وأمنية ودبلوماسية اكتسبها خلال مسيرة مهنية امتدت أكثر من أربعين عامًا في بلده السودان. وبدا الدابي البالغ من العمر 63 عامًا مطمئنًا وهو يرتدي الزي السوداني التقليدي في منزله الواسع بمنطقة كافوري الراقية في الخرطوم عشية توجهه إلى القاهرة للقاء أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي لمناقشه مهام بعثة المراقبة. ورفض الدابي الخوض في تفاصيل المهمة قبل لقائه العربي واكتفى فقط بتقديم سيرته الذاتية. ولد الدابي بحسب هذه السيرة في مدينة بربر بولاية نهر النيل شمال الخرطوم في فبراير 1948 والتحق في العام 1969 بالعمل في الجيش السوداني ضابطًا برتبة ملازم وتدرج حتى وصل الى رتبة فريق قبل أن يغادر الخدمة العسكرية في عام 1999. وتولى الدابي إدارة الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني في 30 يونيو 1989 (وهو اليوم الذي انقلب فيه عمر البشير على الحكومة في السودان) وبقي في هذا المنصب حتى 21 اغسطس 1995. بعدها تقلد منصب مدير الأمن الخارجي بجهاز الأمن السوداني في تموز/يوليو 1995 وحتى نوفمبر 1996 حين عين نائبًا لرئيس أركان الجيش السوداني للعمليات الحربية وبقي في هذا المنصب حتى فبراير 1999 وهي فترة تزامنت مع بعض أشرس المواجهات في الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان. وبين شهري فبراير وأغسطس من العام ذاته عمل الدابي ممثلاً لرئيس الجمهورية لولايات دارفور مسؤولاً عن الأمن بها مع تفويضه صلاحيات رئيس الجمهورية قبل اندلاع التمرد في الإقليم عام 2003. وبعد انتهاء مسيرته العسكرية عين سفيرًا في قطر بين عامي 1999 و2004 ليعود بعدها إلى السودان حيث عين مساعدا لممثل رئيس الجمهورية لدارفور. وكان ممثل رئيس الجمهورية لدارفور حينها عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني الحالي الذي أصدر مدعي المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.