أكدت ندوة عن المسرح أقيمت مؤخرًا بالقاهرة أن المجتمع بحاجة إلى مسرح الشارع فالمسرح هو الذي يعبّر عن هموم المجتمع. الندوة حملت عنوان: «المسرح والشارع» وشهدت حالة تفاعل بين الجمهور والمشاركين في حوار مفتوح عبّر فيه الجمهور عن آرائه وما يحتاجه من المسرح وأجمع على ضرورة تواجد مسرح الشارع ليعبّر عن هموم المجتمع ومشكلاته، وأيضًا أشار جمهور الندوة إلى أهمية المسرح في تشكيل وعي الفرد وإدراكه، كما طالب الجمهور بتخفيض أسعار تذاكر المسرح بما يتيح لكافة الفئات وجميع أفراد الأسرة الذهاب إليه. وقال أحد الحضور: مسرح الشارع موجود في أمريكا منذ فترة طويلة، وهنا في مصر قبل ثورة يناير كان ممنوعًا، والمسرح فن يراه الجمهور مباشرة بدون مونتاج والعمل فيه جزء مستقطع من الحياة اليومية وهناك علاقة مهمة جدًا ووثيقة بين المسرح والجمهور حيث يتأثر به بسرعة شديدة، وقبل الثورة كان جمهور المسرح ضعيفًا جدًا والسؤال الآن كيف نعيد الجمهور للمسرح؟ وحاولت الندوة الإجابة على سؤال حول: «بُعد الجمهور عن المسرح»، وخلصت إلى أن السبب الرئيسي هو بُعد المسرح عن مشكلات المجتمع وهمومه وبالتالي لا يجد نفسه فيه، ففي نهاية الخمسينيات وبعد ثورة يوليو فُتحت أبواب المسرح القومي وكانوا يعيدون العرض أكثر من مرة، وفي فترة الستينيات ازدهر المسرح بشكل كبير مع فترة النهضة، وفي أوائل السبعينيات هاجمتنا ثقافة وتحوّل المسرح إلى الشكل التجاري والافيهات، وبعد ذلك انفصل المسرح عن جمهوره، حتى مسرح الدولة في الفترة الأخيرة تحوّل إلى أداء واجب، والمؤسسة الثقافية قبل الثورة كانت على يقين بخطورة هذا النوع من الفن ولذلك تم تحييده تمامًا، وعندما قامت ثورة اللوتس كان الميدان بمثابة المسرح. وقال ماهر سليم مدير مسرح الطليعة: يجب أن يعبّر الفن عن هموم وآلام الناس الموجودة في الشارع ولا يجوز تقديم شيء للجمهور غير ما يهمه وقد قُدمت مجموعة مسرحيات بمسرح الطليعة عبارة عن مجموعة أشعار تعبّر عن المجتمع لفؤاد حداد وبيرم التونسي وبها تفاصيل المعاناة التي يعانيها الإنسان المصري، ولأن مسرح الطليعة في ميدان العتبة بالقاهرة والذي كان يكتظ بالباعة الجائلين كان أمامنا اختياران إما أن نترك المسرح أو نقف بالسلاح ندافع عنه ولكن وجدنا حلًا آخر، إذ نظمنا في ساحة المسرح حفلات شعبية بالمجان، وبدأ البائعون يقبلون على هذه الحفلات وشكّلوا جمهورًا كبيرًا، وأقصد بالمسرح المسرح الهادف الذي تخرج منه بحكمة وفائدة. وقالت رشا عبدالمنعم (باحثة وناقدة مسرحية): المسرح لديه قدرة غير عادية على جذب المشاهد من عالمه وبالتالي يشكّل وعي الناس بالخيال والقيم وهذا ما جعل الحكومة السابقة تعزل المسرح عن الجمهور ومنعت مسرح الشارع وقلّصت دور مسرح الدولة، والمسرح كأداة اجتماعية ونوع من أنواع الفنون يعد أهم فن يساعد الإنسان في إدراكه لمشكلاته ويساعده على حلها. وأكدت رشا أن هذا هو الوقت المناسب لتشكيل وعي الناس وليس تجسيد ما كان يحدث في ميدان التحرير. وقالت عبير علي (مخرجة): انه على عكس ما كنت أتوقع فقد فوجئت بالجمهور في هذه الندوة، ومن ثمار الثورة أن أرى الفعاليات الثقافية تقام في مناطق شعبية مما يتيح للناس أن تذهب إليها. وعن المسرح قالت: فن المسرح من أخطر الفنون لأنه اللقاء المباشر بين المبدع والمتلقي، ومسرح الشارع اكتسبنا حقه بعد الثورة ولم يعد هناك تصاريح أمنية كثيرة وسيظل متواجدًا بتواجد جمهوره.