بالنسبة للمؤتمر الأول كان أول ملتقى منظم للمثقفين السعوديين اجتمع فيه عدد كبير من المثقفين من مختلف مناطق المملكة ومن مختلف تخصصاتهم وتوجهاتهم، ولعل أهم ما فيه هو فكرته وكونه جمع كل الأطياف الثقافية وحاولت اللجنة المسؤولة عنه أن يكون فرصة لتقويم واقع الثقافة في المملكة ومحاولة تقديم اقتراحات لبعض الإشكالات الموجودة في هذه الأجهزة، وتم تقديم أوراق عمل ونوقشت وكان النقاش صريحًا حتى كان الهجوم على وزارة الثقافة والإعلام قويًا جدًّا، ووضعت بعض الاقتراحات والحلول، وانتهى الملتقى إلى مجموعة من التوصيات. وإذا نظرنا الآن وبعد سنوات وبالتزامن مع ملتقى المثقفين الثاني على الأقل إلى هذه التوصيات نجد أن بعضها نفّذ فعلًا، بينما الكثير منها لم ينفّذ. فإذا أخذنا على سبيل المثال التركيز على الأندية الأدبية تلك الأندية والتي حصل فيها تغييرات كبيرة إذ أقرت لوائح جديدة للأندية وتمت الانتخابات بعد أن أقرتّ بغض النظر عن الرضا عن الانتخابات أو عدم الرضا إلا أن الوزارة أوفت بوعدها فيما يتعلق بالانتخابات. هناك توصيات لم تنفذ ومنها توصية تتمثل في إنشاء جمعية أو اتحاد للكُتّاب السعوديين، وهناك مطالبات قديمة جدًّا وسبق أن عرضت على مجلس الشورى مسبقًا، ولذلك فالكتّاب السعوديين يشاركون في مؤتمرات اتحادات الكُتّاب العرب باعتبار أنه ليس لديهم مؤتمرات أو جمعية منتخبة، فضلًا عن أنه كان هناك بعض التوصيات حول المراكز الثقافية وإمكانية تحويل الأندية إلى مراكز أو إنشاء مراكز، يبدو أنها اعتمدت بعض المراكز ولكنها في الطريق للتنفيذ. ثم هناك مشكلة أخرى واجهناها وتتمثل في أننا كنا نسعى جاهدين إلى انتظام المؤتمر بحيث يكون كل سنتين، وكم كنا نتمنى أن نرى المؤتمر منتظمًا كمعرض الكتاب الدولي في الرياض والجنادرية، كما كان من ضمن التوصيات أن يكون ملتقى المثقفين متنقلًا بين مدن المملكة، ولكن لم يتم، وهو الآن يعقد في الرياض للمرة الثانية، فضلًا عن ضرورة تواصل دعم جائزة الدولة التقديرية للأدب بعد أن توقفت من دورتها الثالثة ثم صدر قرار من مجلس الوزراء بإعادتها ولكنها لم تنفذ بعد. (*) رئيس نادي الرياض الأدبي الأسبق