في شهر مارس من عام 2009 وقّع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة عقد إنشاء «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي» ليمتدّ على خمس سنوات بتكلفة تقارب خمسة ملايين ريال سعودي، وذلك بهدف إظهار الصورة الصحيحة للاعتدال السعودي وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي، وتعزيز الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع. والكرسي يوضح منهج المملكة المحايد والمعتدل في طرح القضايا الاجتماعية الفكرية السلوكية على كافة نواحي الحياة، ويحقق الموازنة بين الأصالة والمعاصرة والموازنة بين التمسك بأهداف الدين والقيم الإسلامية من جهة والاستفادة من المكتسبات العلمية الحضارية. ويعرّف الأمير خالد الفيصل معنى الاعتدال السعودي بأنه منهج الإنسان العربي المسلم المتقدم المتطوّر الذي وقف أمام الفقر والجهل في بداية تكوين الدولة، وصمد أمام محاولات التغريب والتطرّف الفكري وتصدى لهما بكل قوة ليبني دولة رسخت مكانتها في كل أنحاء العالم. والاعتدال يعزز من رؤية بناء الإنسان وتنمية المكان، فهو بالاعتدال فكرا وتطبيقا يظهر اعتزازه بالدين الذي هو ثروته الحقيقية ويعمّق انتماءه للوطن. وتتلخص رسالة الكرسى في نشر ثقافة الاعتدال السعودي لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف والغلو والتغريب . و تتلخص أهداف كرسى الاعتدال كما يراها الامير خالد الفيصل في إظهار الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للمملكة العربية السعودية، وتعزيز الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، ورفع وعي وثقافة المجتمع تجاه الأفكار الضارة بكيانه واستقراره كالتطرف والغلو والتغريب . والكرسى معني بمناقشة وتحكيم مقترحات البحوث العلمية للكرسي، وإقامة محاضرات عن منهج الاعتدال السعودي، وعقد الندوات العلمية حول المنهج، وإنشاء قاعدة بيانات عن منهج الاعتدال السعودي، وإقامة محاضرات وعقد ورش عمل حول نشاطات الكرسي وتقييم الجهود المبذولة في هذا الجانب ونشر الأبحاث العملية ذات العلاقة بالمجلات المتخصصة، وفق محاور الكرسي، على ان يتم في كل المراحل تخصيص جوائز لأفضل الأبحاث المتقدمة بالتزامن مع إحدى المناسبات الوطنية، وكذلك تصميم برامج ثقافية توعوية وتصميم منهج دراسي لبرنامج التعليم العالي. وتعمل الهيئة الاستشارية للكرسي على دعم الكرسى لتحقيق الأهداف المرسومة له وإمداد الرأي والمشورة في محاوره العلمية وخطته الإعلامية التوعوية، وفى شهر مارس الماضي وقّعت جامعة الملك عبدالعزيز عقود الدفعة الأولى من الأبحاث المدعمة لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بتكلفة حوالى نصف مليون ريال، وضمت هذه الدفعة خمسة باحثين وأربع باحثات، وتتراوح مدة الأبحاث ما بين 6 إلى 24 شهرا وتتناول الاعتدال السعودي من محاور علمية مختلفة، حيث تدور حول النواحي السياسية والثقافية والاجتماعية والتاريخية.