ثبت عندي من التجارب والمشاهدات اليومية، أنه من الصعب على معظم أفراد المجتمع السعودي، الالتزام بالسلوكيات السويّة، والتقيّد بالأنظمة المرورية، الهادفة للحفاظ على حياة الإنسان ومقدّراته. ففي تقرير حديث ل "العربية نت"، قُتِل (7153) شخصا، جراء أكثر من (544 ألف) حادث مروري في السعودية "خلال العام الماضي فقط". لذلك أرى من المناسب تعديل مواصفات المركبات في المجتمع السعودي توفيراً للجهد والمال، فعلى سبيل المثال، يمكن الاستغناء عن إشارة التنبيه عند الانعطاف يميناً أو يساراً، لعدم الحاجة إليها، فكثير من السائقين لا يستخدمها في مُعظم الأحوال. كما أقترح الحد من استيراد السيارات باهظة الثمن، لتجنّب عطبها وتكاليف إصلاحها، نتيجة تعرضها لشوارع مهترئة، ومطبات إجبارية، ومياه راكدة، أصبحت جزءا من التكوين الثقافي للمجتمع السعودي. و يمكن أيضا استيراد سيارات "ليموزين" قديمة، بصدمات متعددة، وأضواء معطوبة، ومقاعد مهترئة، فهذا حال معظمها على أية حال بعد مجرد شهور من الاستخدام غير المُهذّب، كما يمكن التخلص من اللّوحات الإرشادية، وبعض الإشارات الضوئية، والسماح بالقيادة في الشوارع بأي اتجاه كان، للتسهيل على المتهوّرين سلوك "طُرق مختصرة" !!. ولتجنب تعرّض هيكل المركبة للصدمات و "الطعجات" المتكررة، لعلّ من المنطقي وضع مصدّات حديدية تحيط بالسيارة من كل الجوانب، تُريح السائق من شدّة التوتر، وجحوظ العينين، وارتعاش الأطراف، وحتى "التشهّد"، أثناء قيادته بجوار أصحاب الذوق الناقص والتصرفات الهمجيّة، الذين قصرت عن ردعهم أنظمة مرورية، لا يتم تطبيق معظمها على أرض الواقع. واقترح أحد الأصدقاء، طلاء جميع السيارات بلون "الصدأ"، لكي لا يخشى بعضهم من تعرّض سياراتهم للخدوش والتشققات والصدمات، خلال "اشتباك" السيارات، نتيجة الاستهتار، و العناد، و الوقاحة، إضافة إلى حلٍ جذري، يتمثّل في استبدال جميع أنواع السيارات، بمركبات الدفع الرباعي المُصَفّحة، التي تُستخدم في المعارك المُسلّحة، كي يطمئن أحدهم على أرواح أطفاله وأهله وسط شوارع أشبه ب "ساحات حرب"، و على أمل أن تُحلّ مشكلات حوادث السيارات وتعرِّضها للعطَب، ويتوقف هدر الوقت والمال في إصلاحها !!. [email protected]