قال الضَمِير المُتَكَلّم : كنت كتبت هنا قبل شهرين أن المنطقة المركزية ( منطقة الحَرَم النبوي الشريف ) في المدينةالمنورة حظيت وتحظى بالاهتمام البالغ ؛ إلا أنه منذ أكثر من عشرين سَنة ؛ وحالها ( بين حَفْرٍ ودَفْن ) . فنعم وبالتأكيد حَظِي ( المسجد النبوي الشريف ) بالرعاية ، ونعم بَرزت للعيان مشآت ومباني القطاع الخاص وأما ماعَدا ذلك فالزائر لمنطقتها المركزية لا يلمس رؤية مستقبلية واضحة . وقبل مدة تشرفت بدعوة من الهيئة العليا لتطوير المدينة ، وهناك عِشت ساعة من الأحلام المستقبلية الجميلة ، نعم رأيت مدينة مميزة من حيث التخطيط والنسيج العمراني ، وتكامل الخدمات الحديثة وتناغمها . فقد أُنْجِز المخطط الشامل للمدينة المنورة حتى عام 1462ه الذي رصد واقعها الحاضر ، ثم رسم مستقبلها ، وما تحتاجه من بنية تحتية وخدمات وِفْق الرؤية المستقبلية . فهناك توسعة للحرم النبوي ، والمنطقة المركزية المحيطة به ، التي ستحتضن مَقار نموذجية للمؤسسات الخدمية ، ومساحات خضراء تكون متنفساً للزوار ، وشبكة نقل حديثة ( قطارات سريعة ، وأترام ، حافلات أشبه بالطائرات ، ممرات للمشاة ) . وهناك مراكز حضارية نموذجية في مناطق : ( شهداء أحد " سيدنا حمزة " ، والخَندق ، والميقَات ، والقبلتين ، وقباء ، والمناخَة ، إضافة لمركز الملك عبدالعزيز الحضاري بالمنطقة المركزية ) هناك أيضاً بوابات كبيرة وراقية للمدينة من الجهات الأربع ، وتطوير للمناطق العشوائية ، وإنشاء أحياء سكنية نموذجية ذات أنماط مختلفة . كذلك يحمل المستقبل الحُلم تأهيلاً لوادي العقيق بما يشبه وادي حنيفة بالرياض ؛ ليكون راحة واستراحة لأهالي طيبة الطيبة وزوارها ، مع المحافظة على المياه والبيئة والزراعة . ويشتمل ذلك المخطط المستقبلي كذلك على توفير تنمية الأعمال ، وخَلْق فرص العمل لشباب المدينة . تلك إضاءات بسيطة على حُلم كبير ، ولدى القائمين عليه طموح وجِدّ لتحقيقه . ولكن يبقى السؤال الأهم متى يتم التنفيذ ؛ ليتحقق الحلم على أرض الواقع الملموس ؟! ثمّ لماذا لا ينشر ذلكم المخطط والطموح ليحمله كُلّ أبناء طيبة ، ويشاركوا في تحقيقه ، أو على الأقل ليعرفوا ما سوف تكون عليه مدينتهم ، ويرسموه لضيوفهم ؛ فالإعلام الحديث هو ما كانت أداته لسان وقلم المواطن البسيط !! إنه حُلم المستقبل ، والمدينة تنتظر ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .