غالبًا ما يحدث في كل أسرة أن تخطط لمشروعات مستقبلية.. وهذه المشروعات لا بد وأن يُتخذ فيها قرارٌ أخير لتنفيذها.. وغالبًا ما يُتخذ هذا القرار بالشورى من قبل رب الأسرة وربة الأسرة. فنجد بعضهم عندما يطرح فكرة المشروع للشورى لكي يخرج بقرار نهائي لا يعرض فكرة مشروعه على أطفاله الواعين بحقيقة الأشياء التي حولهم.. أو يُهمّشهم عندما يطرحون فكرتهم تجاه هذا المشروع بقوله: اسكت ما زلت صغيرًا فلا دخل لك بهذا الأمر.. ولو تأملنا أن كل ما يبذله الأب وما تبذله الأم من إشراك الأطفال في الرأي وعدم تهميش أفكارهم يكون لمصلحتهم وهو ما سيشعرون به فيما بعد حيث الاستفادة من هذه المشروعات من ناحية، وكسب الثقة بالنفس من ناحية أخرى. لكن إذا نظرنا إلى قرار عدم المشاركة الذي اتخذته الأم أو الأب تجاه ابنه الصغير فنجد أنه يولّد فيه عقدة نفسية ترتسم في عقله حتى آخر عمره.. وهذا قد يؤثر عليه في دراسته، فتجد المدرس حينما يسأله سؤالًا يخاف هذا الطفل من أن يخطئ في الجواب فيلقى مثل ما لقيه من والده في البيت.. وهذا ليس في المدرسة فحسب، بل حتى في حياته العامة تكون عنده هذه العقدة النفسية والتي سببها تهميش أفكاره من قِبَل أبيه أو أمه. في حين أن الأب الذي دائمًا يستشير أطفاله ويأخذ برأيهم يولد فيهم الثقة بالنفس، فمثلًا لو أن الأب يريد أن يشتري سيارة أو يطلي منزله يقول لهم: ما رأيكم نختار أي سيارة أو نختار أي لون.. فإذا توصلوا إلى قرار مشترك وعمل الأب به أكسبهم الثقة بأنفسهم ويكون ذلك بمثابة تشجيع لأفكارهم وتحرير لها من الجمود.. ويكون قد ساعدهم على السير في طريق الإبداع من خلال جعلهم يبتكرون أفكارًا جديدة. وهنا أقول للآباء: أبناؤكم هم المستفيدون من مشروعاتكم وأنتم المستفيدون من أفكارهم لجعل مشروعاتكم مميزة.. ولا تنسوا أنكم بتبادل الرأي معهم تزرعون الثقة في نفوسهم ليكونوا مبتكرين لأفكار جديدة تخدم مجتمعهم.. فهم جواهر لا بد أن نحافظ عليهم وننميهم، ونزرع الثقة فيهم. سالم عبدالمجيد البيض - جدة