* تعجبت جداً لرد فعل معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار على موضوع تغريم مقاول نظافة «المشاعر» والذي نشرته جريدة «المدينة» في عددها الصادر يوم الثلاثاء قبل الماضي، حيث يقول «الأمين»: «إن الأمانة ملتزمة مع المقاول بعقد نظامي ليس له علاقة بالعقوبات وأن العقد مستمر». * لا أعرف بحق كيف ابدأ في شرح تعجبي من هكذا تصريح، فأمانة العاصمة المقدسة هي التي بدأت إثارة قضية متاجرة المقاول في تأشيرات عمال النظافة.. والأمانة شاركت كذلك في لجنة التحقيق.. والأمانة تضررت جداً من سوء نظافة المشاعر المقدسة خلال موسم حج عام 1431ه الذي حدثت فيه التجاوزات.. والأمانة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن نظافة مكةالمكرمة شرفها الله وأي خطأ تتحمله هي وحدها دون غيرها.. والمقاول مثار الإشكال ثبت إخلاله بعقد النظافة بل ومتاجرته بالتأشيرات حسب التحقيقات التي نشرت نتائجها جريدة «المدينة»، ومع ذلك وبرغم كل ذلك تُبقي الأمانة عقدها سارياً معه لأنه، بحسب تصريح الأمين، «ليس له علاقة بالعقوبات»..!! * ما أعرفه في هكذا حال هو الحزم في تطبيق الأنظمة والقوانين، فأي اختلال أو تجاوز كبيراً كان أم صغيراً تترتب عليه أشياء وأشياء، وهذا ما تنتهجه أمانة العاصمة مع المخالفين لأنظمة ورخص البناء ولا تتردد أبداً في إزالة وعدم المخالفة حتى وإن كانت صغيرة. وبحسب فهمي وقد يكون قاصراً ومن البديهة أيضاً أن من لم يقم بأداء عمله بنزاهة في عقد موسمي كما هو حال المقاول صاحب المشكلة فإنه لن يتمكن من أدائه في غيره من العقود فكان على أمانة العاصمة سحب وإلغاء كافة عقودها التي لها مع هذا المقاول. * الأعجب والأغرب من ذلك كله ما ورد في «الخبر» من أن أمانة العاصمة المقدسة ومكتب العمل تحفظا على توصيات اللجنة المكلفة بالتحقيق في موضوع المقاول وهما ممثليْن في اللجنة.. في كثير من الأحيان أعجز عن فهم بعض الخفايا، فأرجو أن يفهّمني أحد.. لأني أود بصدق أن أفهم حتى لا تطير «صواميل» العقل..!!