أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أن المنطقة تعاني مشكلة كبيرة في المجال الزراعي سببها المزارعون أنفسهم، وهي وجود حيازات زراعية صغيرة على ضفاف الأودية، مما يشكل عقبة في وجه الاستثمار. وقال سموه: حاولنا طرح تلك الأراضي للاستثمار وعقدنا مؤتمرات ولقاءات مع المزارعين ليكونوا شركاء في الاستثمار ولكن لم نصل لنتيجة.وأضاف سموه معلقا على محاضرة «التنمية الزراعية بمنطقة جازان» ونظتمها جامعة جازان يوم أمس بمسرح كلية السنة التحضيرية بالمدينة الجامعية بحضور مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي آل هيازع: أن هناك عناصر يجب توافرها في أية دراسة تتعلق بالزراعة ومشكلاتها الإقليمية لأي منطقة، موضحا أنه فيما يتعلق بموضوع السدود فإن هناك خططا طويلة الأمد للاستفادة من مياه السدود للشرب حيث إن هناك محطات للتنقية في طور البناء تغطي المناطق الجبلية والمواقع المحتاجة للشرب، وأما المرحلة الثانية في عمل قنوات عبر السدود لري المزارع، مبينا سموه أنه إذا زادت مياه السد عن حدوده فيتم فتح السد لري المزارع.وكان سموه قد رعى حفل افتتاح ورشة عمل «التنمية الزراعية بمنطقة جازان.. دعامة للتنمية المستدامة» والتي نظمتها جامعة جازان، وألقاها الدكتور علي بن محمد التركي مقدما خلالها تعريفا بمنطقة جازان التي تعد واحدة من أهم المناطق الزراعية بالمملكة ومن أغنى المناطق بمصادر المياه المتجددة ووفرة المياه الجوفية وتدفق السيول السطحية إلى جانب جودة مياه الري.وأكد الدكتور التركي انحسار الأراضي المزروعة في منطقة جازان في العام 2010م بنحو 40% عن العام 2009م وذلك وفقا لإحصائيات وزارة الزراعة، مرجعا السبب إلى انخفاض زراعة الذرة الرفيعة والتي تأثرت بشكل مباشر وسريع بوجود سد وادي بيش، وذلك لعدم إدارة السد بشكل جيد مستغربا إنشاء سد وادي بيش بدون شبكة ري. وشدد على أن الإدارة السلبية للسدود قد تؤدي إلى عدم الاستفادة من هذه السدود حيث تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المياه بسبب التبخر لطبيعة الطقس وترسب الطين في حوض السدود يعيق تغذية خزانات المياه الجوفية إلى جانب احتمالية انتشار الأوبئة.وقدم الدكتور التركي مقترحات استراتيجية عن التنمية الزراعية بمنطقة جازان تضمنت التوصية بتشجيع الزراعات التقليدية وزراعة المحاصيل البستانية وتقنين وترشيد استخدام المياه للمحاصيل البستانية وسن القوانين المنظمة للاستخدام الزراعي والمائي للحد من الملوثات البيئية، معربا عن أمله في بناء خطة استراتيجية للتنمية بمنطقة جازان تعتمد على التنمية الزراعية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والحضرية والبيئية.وكان عميد كلية العلوم رئيس اللجنة المنظمة لورشة العمل الدكتور عبدالله الحسين القى كلمة بين خلالها أن ورشة العمل التي تستمر لمدة يومين تهدف لإلقاء الضوء على التنمية الزراعية ودورها في التنمية المستدامة بالمنطقة والعمل على التوصل إلى توصيات لبناء استراتيجية زراعية متكاملة في منطقة جازان للمحافظة على المكتسبات الزراعية في المنطقة التي تعد واحدة من أهم المناطق الزراعية بالمملكة.