كشفت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعم قانونًا يحظر استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان بالمساجد. وأغلقت إسرائيل أمس جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدسالمحتلة بزعم انه يهدد السلامة العامة، في خطوة أثارت ردود فعل عربية وإسلامية. صحيفة «هارتس»قالت إن نتنياهو «أذهل» الكثير من وزراء حزبه (الليكود) عندما أبدى دعمًا لقانون «إسكات المساجد» الذي بادرت إليه عضوة الكنيست عن حزب «إسرائيل بيتنا» انساتسيا ميخائيلي الذي يمنع بمقتضاه رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد. ولفتت إلى أن نتنياهو لم يكتفِ بتأييد اقتراح القانون وإنما حاول إقناع باقي الوزراء بالتصويت لصالح القانون وقال: «يجب ألا نكون متسامحين أكثر من أوروبا». ونقلت عن نتنياهو قوله: «تلقيت طلبات عديدة من أشخاص انزعجوا من «الضجيج الصادر عن المساجد» والمشكلة نفسها موجودة في الدول الأوروبية وهي تعرف كيف تتعامل مع الأمر».وأضاف «أن حظر المكبرات مشروع في بلجيكا وفرنسا فلماذا لا يكون مشروعا لدينا». وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو اضطر بعد ضغط كبير من وزراء في «الليكود» ينتقدون القانون إلى الإعلان عن تأجيل موعد طرح القانون أمام اللجنة الوزارية لشؤون التشريع بهدف مناقشته.وأوضحت أن الوزراء الذين يعارضون هذا القانون هم ليمور ليفنات ودان مريدور وميخائيل إيتان. وأشارت إلى أن هؤلاء الوزراء حذروا من تداعيات هذا القانون وقالوا: «إن القانون موجه ضد الدين الإسلامي وليس ضد الضوضاء». إلى ذلك أغلقت إسرائيل أمس جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس، معتبرة انه يهدد السلامة العامة، في خطوة اثارت ردود فعل عربية وإسلامية.وقالت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية: «بناء على أوامر من البلدية قاموا بإغلاق الجسر»، في إشارة إلى «صندوق تراث حائط المبكى» المسؤول عن إدارة هذا الموقع.وأوضحت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أن «الحرم الشريف كالعادة يبقى مفتوحًا امام المصلين الفلسطينيين».وأكد المتحدث باسم البلدية الإسرائيلية للقدس ستيفن ميلر إغلاق الجسر قائلا: «قررت الشرطة وصندوق تراث حائط المبكى إغلاق جسر باب المغاربة المؤقت عقب رسالة من البلدية أمهلت فيها الصندوق سبعة أيام لتقديم التماس ضد أمر مهندس البلدية» بهدم الجسر.من جهته قال مدير الوقف الإسلامي في مدينة القدس الشيخ عزام الخطيب: «إن مسؤولية الحفاظ ورعاية الأماكن المقدسة في مدينة القدس تقع على الأردن بموجب اتفاقات موقعة بين إسرائيل والأردن». وأضاف «وبما أن باب المغاربة هو أصلًا وقف إسلامي فان من صلاحية دائرة الأوقاف الإشراف على هذه البوابة وترميم التلة التي تحتوي على آثار إسلامية مهمة» موضحًا أن «هدمها معناه القضاء على هذه الآثار والمساس بها هو بمثابة المساس بالمسجد الأقصى». واعتبر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل في بيان نشرته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن إغلاق الجسر «إشارة واضحة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يضع يده على كل معلم من معالم المسجد الأقصى المبارك» مشددًا على أن حركته تعتبر كل أجزاء المسجد الأقصى «كوقف إسلامي». ونددت السلطة الفلسطينية بهذه الخطوة على لسان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الذي قال: إن «هذا تصعيد إسرائيلي مدان ومرفوض» معتبرًا «ان هذه الممارسات والإجراءات في القدس وإغلاق باب المغاربة واعتداءات المستوطنين وقرار بناء أربعين وحدة استيطانية جديدة يؤكد لنا أن هذه الهجمة الإسرائيلية هدفها التصعيد ضد أي جهود دولية وخاصة ضد جهود اللجنة الرباعية لمحاولة إحياء عملية السلام المتعثرة بسبب الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية». واعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أن إغلاق الجسر هو بداية «عدوان على المسجد الأقصى» يتطلب «استنفارًا عربيًا إسلاميًا» لوقفه.