أصدرت بلدية القدس الإسرائيلية الخميس أمرا بإغلاق جسر باب المغاربة المؤدي للمسجد الأقصى المبارك خلال سبعة أيام لأسباب تتعلق بالسلامة العامة، في خطوة أثارت غضب السلطة الفلسطينية التي حملت الدولة العبرية مسؤولية نتائجها. وفي رسالة وجهها إلى صندوق تراث حائط المبكى الذي يدير الموقع، أصدر مهندس البلدية شلومو أشكول أمرا يقضي "بإغلاق الجسر وعدم السماح بأي استخدام له". وكتب أشكول: "أنوي أن أصدر أمرا فوريا بإغلاق الجسر وعدم السماح باستخدامه". وقال بيان صادر عن البلدية إن "صندوق تراث حائط المبكى لديه سبعة أيام لتقديم التماس ضد أمر مهندس البلدية"، موضحا أن الجسر سيبقى مفتوحا فقط لقوى الأمن "في حال الضرورة". لكن مدير الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشيخ عزام الخطيب صرح لوكالة "فرانس برس" أن "دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة عن هذه التلة التي تعتبر مدخلا من مداخل الأقصى، وهي وقف إسلامي". وأضاف: "نحن على استعداد لترميم التلة وإعادتها إلى ما كانت عليه وأفضل خلال أيام وبعمل مكثف". وأشار الخطيب إلى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الشهر الماضي إرجاء هدم الجسر "كان مؤقتا، لأن اليمين المتطرف سيقوم بالضغط عليه بخصوص باب المغاربة". وحملت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مسوؤلية تبعات الإجراء. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة "فرانس برس": "من الواضح أنهم مصممون على تهويد القدس والاعتداء على المقدسات الإسلامية في المدينة". وأضاف عريقات: "نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ونتائج وتبعات هذه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني". وقررت السلطات الإسرائيلية أواخر الشهر الماضي إرجاء هدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة، وذلك تفاديا لإثارة موجة احتجاجات في العالمين العربي والإسلامي. وهذا الجسر الخشبي أقيم في 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار الجسر الرئيسي الذي يستخدمه غير المسلمين للوصول إلى المسجد، كما تستخدمه قوات الأمن الإسرائيلية للدخول إليه. وكان مجلس المدينة أعلن في تشرين الأول/أكتوبر أنه قدم إخطارا بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى. وقال المجلس في الرسالة المؤرخة في 23 تشرين الأول/أكتوبر أن مهندس المدينة بالإضافة إلى خدمات الطوارئ وجدوا أن جسر المغاربة "خطر". وأمرت الرسالة "بهدم الجسر المؤقت باستخدام مواد غير قابلة للاشتعال وفقا للقواعد القانونية". وكانت إسرائيل بدأت عام 2007 حفريات قرب باحة المسجد الأقصى في القدسالمحتلة قالت إنها ترمي إلى تنفيذ عملية ترميم، في حين اعتبرت السلطات الإسلامية الفلسطينية أن هذه الأشغال تهدد أساسات المسجد الأقصى. وإزاء تصاعد ردود الفعل في العالم الإسلامي وبين الفلسطينيين، تم تجميد أعمال دعم ممر باب المغاربة في حين تتواصل حفريات التنقيب الأثرية. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في المدينة.