دشن مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب، ومدير جامعة السوربون البروفسور جان كلود كوليارد «كرسي الأخلاق وضوابط التمويل» والذي يموله الشيخ محمد بن حسين العمودي، وذلك في جامعة السوربون بباريس. وقال د. طيب ان إطلاق البرنامج العلمي للكرسي سيتيح الفرصة لتقديم أعمال علمية نافعة تضيف بعدًا جديدًا للمعارف والعلوم الإنسانية، موضحًا أن الاتفاقية بين الجامعتين تعد واحدة من أميز الاتفاقيات التي تعبر عن عمق العلاقات بين البلدين الصديقين. وبين أن تدشين هذا الكرسي العلمي المهم في هذه الجامعة العريقة، يأتي تعزيزًا للدور العلمي والبحثي للمملكة ممثلة في وزارة التعليم العالي، حيث كان لوزير التعليم العالي جهود حثيثة في تأسيس هذا الكرسي الذي جاء الاهتمام به في وقت تعاني فيه معظم دول العالم من أزمات اقتصادية لم تجد حلولًا في القوانين الوضعية، حيث برز الاقتصاد الإسلامي المعتمد على المنهج الرباني، إذ أثبت النظام الاقتصادي الإسلامي صلاحيته وثباته في مواجهة جميع الأزمات الاقتصادية. من جانبه أكد رئيس جامعة السوربون أهمية إنشاء كرسي علمي يعنى بالأخلاق وضوابط التمويل، لافتا إلى أن ذلك يدخل في نطاق التعاون العلمي بن الجامعتين، وألمح إلى أن النتائج البحثية والعلمية للكرسي ستكون إيجابية، وأن إنشاء هذا الكرسي يدخل في إطار الشراكة العلمية التي تأتي بمبادرات الفاعلين العاملين في المجال العلمي والبحثي، ومن شأنه أن يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي بين البلدين. وشاهد الحضور خلال حفل التدشين عرضا يتناول إنجازات الكرسي ويلقي الضوء على برنامجه خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، بالإضافة إلى ندوة علمية قدمها البروفسور إبراهيم وردة من جامعة تافي بواشنطن بعنوان: «التمويل الإسلامي من الفلسفة إلى الصناعة» بمشاركة نخبة من الخبراء والمهتمين بقضايا المال والأخلاق من قطاع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية الفرنسية. ويتناول الكرسي العلمي المبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها المعايير والأسس المالية في النظام الاقتصادي المعاصر، وضرورة الإفادة من الفكر الاقتصادي الإسلامي والبدائل الأخرى للمساهمة في تطوير نظام مالي أكثر عدالة واستقرارًا، وكذلك المساهمة في التفاعل الثقافي وفي حوار الحضارات بين الطلاب والباحثين في البلدين، فضلا عن إيجاد بيئة ملائمة للبحث والتطوير في المجال المالي، عملًا بنموذج الاقتصاد الإسلامي، إضافة إلى دعم المعرفة المتخصصة وتطوير المبادلات في مجال المالية ونظم المعاملات المالية. ومن بين أهدافه أيضا إجراء البحوث والدراسات بهدف الإجابة على عدد من التساؤلات العلمية التي تعنى بأخلاقيات وضوابط التمويل، حيث قدم خلال عام 2011م خمسة حوارات شهرية مشتركة نقلت مباشرة عبر الفيديو (كونفرانس) بين الجامعتين. حضر اللقاء كل من الملحق الثقافي بفرنسا الدكتور عبدالله الخطيب، وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور أحمد نقادي، وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عدنان زاهد، عميد معهد البحوث والاستشارات الدكتور محمد نجيب غزالي، عميد معهد الاقتصاد الإسلامي المكلف الدكتور عبدالله تركستاني، والمشرف العام على المركز الإعلامي بالجامعة الدكتور شارع البقمي. مركز للتمويل الاسلامي باسبانيا. وفي إسبانيا اطلق د. أسامة طيب، ومدير جامعة إدارة الأعمال IE بمدريد، يوم الخميس الماضي «المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل» بالجامعة الإسبانية، بحضور الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، وعدد من الشخصيات المهتمة بالشأن الاقتصادي. وقال مدير جامعة الملك عبدالعزيز ان إطلاق هذا المركز جزء من التقارب الحضاري والفكري وامتداد للحوار الحضاري الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله. وعبر عن شكره وتقديره لوزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، على دعمه غير المحدود لهذا المركز، ورعايته المستمرة وتوجيهاته السديدة التي كان لها أكبر الأثر في دفع مسيرة عمله. من جانبه أشار مدير جامعة مدريد البروفسور رافاييل يول إلى أن إنشاء المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل الإسلامي، سيسهم بلا شك في إثراء الاقتصاد العالمي ووضع حلول للعديد من المشكلات التي تواجهه. وأضاف أن تبادل الخبرات العلمية والبحثية والأكاديمية، سينعكس إيجابًا على التعاون الاقتصادي العالمي، خاصة وأن المملكة واحدة من الدول التي لها وزن في الساحة العالمية، مبينا أن جامعة مدريد تتشرف باحتضان هذا المركز الذي من المنتظر أن يحقق نتائج إيجابية في المستقبل القريب.