أدان مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أمس الجمعة، النظام السوري بسبب الفظائع المرتكبة بسوريا، حيث قتل أربعة آلاف شخص بحسب الأممالمتحدة، منهم أكثر من 300 طفل بأيدي قوات الأمن منذ مارس. يأتي ذلك، فيما أعربت السعودية عن قلقها إزاء ذلك. جاء ذلك في جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي خصصت لوضع حقوق الإنسان في سوريا. ولفت سفير المملكة ومندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة الدكتور عبدالوهاب عطار في مداخلة أمام الجلسة إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للقيادة السورية بالوقف الفوري للعنف والقيام بإصلاحات فورية وحثه للسلطات السورية على وضع حد لكافة انتهاكات حقوق الإنسان وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الإصلاح والتقدم. وأوضح عطار أن المملكة أكدت مرارًا وتكرارًا أهمية وضرورة الالتزام بقرارات جامعة الدول العربية والمبادرات الرامية إلى حل الأزمة، مبينًا أن أفضل النتائج التي يمكن أن تخرج بها الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان هي دعم مبادرات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لوضع حد لإراقة الدماء. وقالت مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي لدى افتتاحها الجلسة إن «القمع الوحشي» الذي تمارسه القوات السورية «إذا لم نوقفه حاليًا» يمكن أن يغرق البلاد «في حرب أهلية». وفي قرار تبنته الأكثرية الساحقة لأعضائه السبعة والأربعين -37 صوتا مؤيدا وامتناع ستة ومعارضة أربعة هم كوباوروسيا والاكوادور والصين- تبنى المجلس توصيات لجنة التحقيق الدولية التي كلفها مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. وقررت اللجنة بالتالي تسليم تقريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة وجميع الهيئات ذات الصلة في المنظمة الدولية لاتخاذ التدابير الملائمة. ويطلب القرار من جهة أخرى استحداث منصب مقرر خاص لحقوق الإنسان في سوريا. لكن الإشارة الصريحة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن قد سحبت من المشروع الأصلي للقرار. واعتبرت روسيا الجمعة قرار مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان المندد بسوريا «غير مقبول» ونددت بالاحتمال المبطن لتدخل عسكري في هذا البلد. وجاء في بيان للخارجية الروسية «ان المواقف (المعبر عنها) في الوثيقة والتي تشير بشكل مبطن إلى احتمال تدخل عسكري أجنبي بداعي الدفاع عن الشعب السوري، غير مقبولة بالنسبة للجانب الروسي». وأضافت الخارجية الروسية «للأسف ارتدى مشروع القرار في الدورة الاستثنائية لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان طابعًا مسيسًا ومنحازًا». إلى ذلك، طلب رئيس المجلس الوطني السوري (معارضة) برهان غليون الجمعة في صوفيا أن تصبح المساعدة الدولية للمحتجين على النظام السوري «ملموسة أكثر» و»جماعية». وقال غليون بالفرنسية في ختام محادثات في صوفيا مع وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف: «وحده عمل جماعي من المجموعة الدولية قادر على إقناع المافيا السورية التي تتولى السلطة اليوم، بمغادرة البلاد أو التنازل أمام نضال الشعب السوري. المهم اليوم هو أن تصبح هذه المساعدة الدولية ملموسة أكثر فأكثر». ميدانيا، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص الجمعة ضد الرئيس بشار الأسد في وسط سوريا.