جاءتني تعُدو مستبشرة، أمسكت بيدها الصغيرة يدي تجُرني إلى الخارج؛ فثمة شيءٌ لا أعرفه هناك! تبِعتُها إلى فناء المنزل وإذ بها تُمطِر، أخذتْ تقفزُ حولي وتلعب مُبتهجة بقطرات المطر الندية. رفعتُ كفاي لتُلامِس زخات المطر الباردة فقد اشتقتُ لها، ولِمثلِ هذا الصيب تَحِنُ الأرض إلى فضل الله ورحمته. سألتُها: ماذا نقول عند نزول المطر يا صغيرتي؟! هزت كتفاها، وحركت رأسها يميناً وشِمالاً، وكان لسانُ حالها يقول: لا أدري! أخذتُها للداخِلِ بعد أن لمحتُ في عينيها شوقاً لتعلم ذلك. جلستُ وإياها نُرددُه سوياً، وما هي إلا دقائق حتى حفظته، ثم تركتني وذهبت تجري إلى الخارج مرةً أُخرى؛ لِتتلفظَ به بصوتٍ مسموع. لقد كانت فرحتي لا توصف. إن من الجميل أن نغرس في نفوس هؤلاء الصغار مثل هذه البذور النافعة، التي تُثمِرُ عند كبرِهم أشجاراً يانعة؛ تُلقي بظلالِها الوارف على حياتهم فتحفظهم بعد عناية الله عز وجل. إشراقة: ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ، ثم نكتشف أنها في العطاء.. «سومرست موم». أمل عبدالله القضيبي - الرياض