رحب معارضون سوريون بالقاهرة بتعامل الجامعة مع أزمة بلادهم، خاصة قراراتها الأخيرة التى اتخذتها ضد دمشق، وطالبوا بضرورة التحرك على الأرض لإقامة ملاذات آمنة للمواطنين وفرض حظر جوى حولها، واعتبروا أن القرارات جاءت متأخرة ودون مستوى طموحات الشعب السوري. المطلوبُ وقف إراقة دماء السوريين وقال الشيخ عبدالإله الملحم عضو المجلس الوطنى السوري إن المطلوب الآن وقف إراقة دماء المواطنين سواء بتدخل عربي أو دولي، وإقامة مناطق آمنة تتوفر فيها الحماية للأبرياء. وحول تعامل الجامعة مع الأزمة ثمن الملحم الدور الذي شهد تطورًا إيجابيًا وتحرك نحو إيجاد السبل لوقف إراقة الدماء السورية، ولكن نظام دمشق المستبد أغلق كل نوافذ الحلول السلمية. النظام كان يحاول كسب الوقت ويقول الدكتور سمير النشار عضو المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني السوري إن الجامعة أرادت منذ بداية الأزمة أن تتخذ خطوات لوقف حمامات الدم الذي يريقها النظام وكانت نهاية المطاف إقرار العقوبات على دمشق، ويضيف: كنا نعلم جيدًا أن النظام السوري لن يلتزم بكل الاتفاقيات ولا بالمبادرة العربية ولن يلتزم بأي بند من بنود الورقة العربية، وهو كان يحاول فقط كسب الوقت لحسم المعركة أمنيًا. وأوضح أننا كنا منذ دخول الجامعة على طريق حل الأزمة مصرِّون على تجميد عضوية النظام السوري فيها، وإحالة الملف إلى مجلس الأمن، وعلى ضرورة إيقاف القتل بحق المدنيين السوريين بأى طريقة. وقال النشار: إنّ موقف الجامعة العربية كان إيجابيًا ويصب فى اتجاه الحل العربي وفي اتجاه عرقلة تعرض الشعب السوري للمجازر المستمرة، موضحًا أن قرار الجامعة كان ينتظره الشعب لتأثيره في المجتمع الدولي، وهو يعطي غطاءً لأي تحرك دولي قادم. القرارات إيجابية وغير كافية من جهته يقول ملهم الخن ناشط سياسي وعضو تيار العدالة الوطني إن قرارات الجامعة بمجملها إيجابية ولكنها أتت متأخرة.. وفي نفس الوقت لا تتماشى مع تضحيات الشارع السوري ولا مع مطالبه وغير كافية لإيقاف حمام الدم ولردع هذا النظام وإجباره على وقف عمليات القمع.. ودعا إلى قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري وطرد جميع سفراء بشار من العواصم العربية، والإسهام في عزل هذا النظام بكافة الوسائل .. واتخاذ اجراءات فورية تضمن حماية المدنيين العزل.. ورفع الملف السوري لمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات المناسبة. القرارات لم تراع أعداد الشهداء الضخمة ويرى ياسين نجار عضو المجلس الوطني وعضو المؤتمر العام لنقابة المهندسين السوريين: أن قرارات الجامعة تشكل ضغطًا على النظام السوري.. ولكنها لم تراع أعداد الشهداء الضخمة. وأشار إلى ضرورة وجود خطة استراتيجية كاملة وشاملة للتعامل مع هذا النظام وذلك بسبب شراسته وخبرته في التعامل مع الأزمات. وحول المرحلة المقبلة أشار النجار أنه من الضروري أن يتناغم موقف جامعة الدول العربية مع الموقف التركي، وأن تتشكل رؤية موحدة بالتعاون مع المجلس الوطني السوري والجيش الحر للخروج بخطوات عملية تعجل بحل الأزمة السورية وتسرع عملية إسقاط النظام. أزمة سوريا اختبار لقوة الجامعة واعتبر الدكتور عدنان وهبة عضو هيئة التنسيق الوطنية الأزمة السورية بمثابة اختبار لقوة الجامعة مشيرًا إلى أن الأزمة نقلتها إلى مرحلة جديدة في تحمل المسؤولية تتجاوز فيها حصانة الأنظمة والسيادة الوطنية لتصل إلى حماية الشعوب في الأقطار العربية.. وتعتبر هذه نقلة نوعية ومرحلة تجديد وتطوير لهذه المنظمة. وقال د. وهبة أنهم كهيئة يعتبرون الحل العربي للأزمة السورية بكافة أشكاله حلًّا داخليًّا ومقبولًا من جميع ألوان الطيف السوري ولا يعتبرونه تدخلًا خارجيًا وأعرب عن أملهم فى أن يتجذر الموقف العربي بشكل أقوى وأن يكون لهم دور في عملية التغيير الوطني الديمقراطي في بلادهم حتى تجنب سوريا التدخل الأجنبي العسكري الذي سيدمرالنظام الظالم وفي نفس الوقت للوطن والمواطن. الضغط على موسكو وبكين ضرورة عبدالله شرف ناشط سياسي ورئيس منظمة طيور الحرية يرى أن قرارات الجامعة العربية جيدة ولكنها تبقى دون الآمال والطموحات.. ويقول: ما يوضح ضعف أداء الجامعة هو تأخرها المستغرب في اتخاذ خطوة العقوبات الاقتصادية التي اتخذها الاتحاد الأوربي منذ ما يزيد عن الخمسة أشهر.. ولكن مع ذلك نحن نثمن خطوات الجامعة العربية ونشكرها ونتمنى منها المزيد.. ويؤكد على ضرورة نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي وتشكيل وفد وزاري عربي للضغط على الموقف الروسي والصيني في حالة وقوفهما حجر عثرة أمام اتخاذ قرار دولي بحماية المدنيين العزل.