لم يكن حسين دغريري الإعلامي الذي استهلك حياته مع القلم والأوراق والتغطيات الصحفية الناجحة يدري أن الأيام قد خبّأت له نهاية مأساوية حزينة ورسمت لأسرته المكلومة رحلة حياة جديد بلاسند ولا عائل ولا حضن أبوي دافىء ولم يكن يعلم وهو يتحرك بسيارته ليلحق بخبر صحفي تنفرد به صحيفته أن دماء ساخنة تنتظره لتلوّن دنياه بألوان العذاب وتجعله فى انتظار القصاص لا في انتظار طبعة الغد.. الحكاية بدأت عندما كان دغريري يسير بمركبته سعيدًا بعد أن منّ الله عليه بطفله «رياض» وكان يسرح بخياله كيف سيحتفي بالمولود الجديد وعند وصوله للقرية شاهد تجمعًا في الحارة بجوار منزل أخيه الأصغر فشعر بأنّ هناك أمرًا ما وخشي أن يكون أخوه طرفًا في النزاع.. ترجل من سيارته لاستطلاع الأمر فوجد شجارًا بين عدد من الموجودين، ولكنه أصيب برمية حجر في مؤخرة الرأس من ابن عمه تسببت له فى فقدان للوعي.. سار دغريري خلف الشخص الذي رماه وهو في غير شعوره نتيجة إصابته القوية والدماء تسيل من جرحه بغزارة وعندما وصل الولد إلى بيته أخرج كل أفراد الأسرة وهو يصيح بأن حسين يريد أن يضربني، وكانت سكينه في يد حسين فضرب به ابن عمه الآخر الذي ليس طرفًا في القضية، وأصيب بها إصابة بليغة. اتجه دغريري إلى المستشفى حيث تم إسعافه وهناك داهمه خبر وفاة ابن عمه لتتحول حياته من حال إلى حال وليختلط حلمه الجميل برياض الصغير الى كابوس الموت الذى ينتظره الدغريري الذى ظلت قضيته تنتقل لعامين من محكمة إلى أخرى حتى صدر الحكم ب»القصاص» في آخر شهر ذي القعدة من العام الحالي يدعو فى محبسه أن يرفع الله عنه الغمة ويفرج عنه الكرب وينعم بوساطة كريمة من ذوي الأيادى البيضاء لإعتاق رقبته ومنحه شهادة ميلاد جديدة حتى يتمكن من تربية أبنائه ممن يبكون اليوم غياب العائل والسند. يذكر أن الدغريري له من الأبناء خمسة؛ أربع بنات وولد وهم شهد 11 سنة وسهام 8 سنوات وروان 7 سنوات ورغد 3 سنوات ورياض سنتين وشهرين.