كتب الزميل عبدالله الداني: «أصبت باكتئاب شديد وأنا أستمع لقصتها من خالها رحمها الله وغفر لها..» إنها المعلمة ريم النهاري التي أنقذت طالباتها الصغيرات من الحريق الذي اندلع في مدرسة بجدة، حيث قامت بإلقائهن واحدة تلو الأخرى ليتلقفهم الرجال الذين هبوا للمساعدة عندما اندلع الحريق، ووقفوا أسفل المبنى يستقبلونهن، وما أن انتهت حتى ألقت بنفسها إلى الأرض لتلقى ربها وهي قد انقذت أرواحاً لتفقد روحها.. ريم النهاري تلك المعلمة والمربية الأمينة لم تتردد في التفكير في اتخاذ قرار الانقاذ، ولم تفكر في نفسها والنفاذ بجلدها كما تدافع البعض، بل فكرت في الأمانة الملقاة على عاتقها في الحفاظ على أرواح الفتيات الصغيرات.. ضحت بالوقت والجهد حتى أتمت عملية الإنقاذ بنجاح، وهي متمثله لقوله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».. وعندما همت بإنقاذ نفسها كان قدر الله أسبق في رفعها إليه.. أسأل الله أن يتقبلها بالقبول الحسن ويرزقها الجنة على حسن تصرفها وتضحيتها، وأن يجبر مصاب أهلها، ويخلف لهم خيرا منها.. يقول خال المعلمة ريم عنها، بأنها كانت تعول أسرتها فأبوها كبير في السن ومريض، ولديها أخ معاق، وأخوها الآخر على وشك الزواج، تعيش أسرتها في شقة مستأجرة، والأجر الذي تتقاضاه لا يتجاوز ألفي ريال تنفقها على عائلتها بالكامل.. وقد علق والدها على وفاتها: «ابنتي ماتت في سبيل ألفي ريال». من يلوم ذاك الأب الملكوم، الذي فقد زوجته في رمضان الماضي، وها هو يفقد ابنته الآن لتلحق بأمها في غضون أشهر قلائل.. فسبحان من قدر الأقدار.. ريم تتجاوز حدود المطلوب منها كمعلمة، إلى التضحية بنفسها في سبيل إنقاذ طالبات فصل كامل من موتٍ محقق.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراق أمثالك يا ريم لمحزونون.. [email protected]