المعلمة (ريم النهاري), قصة وفاء واخلاص نادرة لهذه المعلمة في مدرسة براعم الوطن في حي الصفا المعلمة ريم النهاري والتي قضت وهي في ال 25 ربيعا في حريق المدرسة، كانت في قصتها فصول من التضحيات التي تجلت ولازالت درساً لكل المعلمات، إذ أنقذت طالبات فصل كامل من مرحلة الروضة قبل أن تلقي بنفسها إلى الدور الأرضي بغية النجاة إلا أن القدر كان أقرب إليها من الأرض. ولقد صدم المجتمع حينها عندما سمع بهذا الخبر نظراً لخلقها الدمث واخلاصها ثم نهايتها التي سجلت فيها أعظم التضحيات. يقول خالها علي العريشي: ريم ما عرف عنها إلا الأدب الجم والأخلاق الكريمة والكل يحبها، مضيفا «جلست ريم البارحة الأولى مع والدها وشقيقها تتبادل معهما أطراف الحديث ولم تصغ لوالدها الذي كان يلح عليها بضرورة النوم مبكرا لأن الدوام ينتظرها، فقد كانت لا تمل الحديث معه وتؤثر البقاء معه لفترة طويلة».وقبل موتها بليلة واحدة كانت ريم تبث أمنيتها لشقيقها بأنها تريد غرفة خاصة تسكن فيها وكأنها تنتظر قدرها الذي حتم عليها ذلك في قبرها. كانت الغرفة التي تسكن فيها مشتركة، لا سيما أن الشقة المستأجرة التي تقطن فيها برفقة أسرتها لاتزيد على ثلاث غرف تضم شقيقها المعوق. تعول ريم خمسة أشقاء، فوالدها مصاب بأمراض في القلب، أما عن صرفها على أسرتها فإنها سخية في الصرف لدرجة أنها تنسى نفسها حين إنفاقها عليهم وتحبهم حبا شديدا.