بعد عرضه لأول مرة أمام جمهور غفير في افتتاح مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، سيوزع فيلم «الذهب الأسود» على 6 آلاف قاعة سينما في العالم من بينها معظم القاعات السينمائية التونسية، وقد كانت تونس مسرحًا لجل المشاهد التصويرية بين مدن: «توزر- الحمامات- مطماطة»، وبين قرى: عنق الجمل- ميداس- غدامس، دامت أكثر من 14 أسبوعًا، وشارك 80 ممثلًا و20 ألف كمبارس منهم 300 فارس و200 جمل تصرّف فيهم المخرج جون جاك أنو، وهو الفيلم رقم 12 في رصيد مخرجه الفرنسي ذي الصيت العالمي الذي قدم هذا الشريط في ندوة صحفية رفقة منتجه التونسي طارق بن عمار وعدد من الممثلين التونسيين الذين شاركوا في الفيلم وهم: هشام رستم ولطفي الدزيري ومحمد علي النهدي والممثل الجزائري طاهر رحيم، وكان ذلك في قاعة العروض بمخابر الإنتاج السمعي البصري بقمرت في عرض خاص بالصحفيين. وسيُعرض فيلم «الذهب الأسود» في قاعات السينما التونسية انطلاقا من يوم بعد غدٍ الحمعة 25 نوفمبر، وقد نجح هذا الشريط على مستوى الصورة وأطرها ومقاساتها على الطريقة الهوليودية والموسيقى وأداء الممثلين في الاستحواذ الكامل على انتباه المشاهد أما على مستوى الفحوى فإنه نجح كذلك في جعل المشاهد لا يمكنه بالسهل أن يحسم في أمره. وعبّر «جون جاك انو» مخرج الشريط خلال هذا العرض عن إعجابه بتونس لا سيما بعد تجربة تصوير فيلم «الذهب الأسود» في عدة مناطق في الجنوب التونسي. ومن جهته أفاد طارق بن عمار منتج الفيلم أنه يعمل من خلال إنتاج هذه النوعية من الأفلام على الترويج للثقافة العربية الإسلامية لدى المجتمعات الأوروبية والأمريكية التي لا تعرف الكثير عن خصوصيات هذه الثقافة، ونفى بن عمار أن يكون قد قدم فيلم «الذهب الأسود» أمام ممثلي حركة النهضة (خلافًا لما تم تداوله خلال الفترة الماضية) الفائزة بانتخابات المجلس التأسيسي والمرشحة لرئاسة الحكومة الانتقالية المقبلة في تونس، وقال إنه سيعرض الفيلم الذي بلغت تكلفته 40 مليون يورو صُرفت منها 15 مليون يورو في تونس، في القاعات التونسية بداية من 25 نوفمبر الجاري بالتزامن مع عرضه في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وسائر دول العالم. ويتحدث فيلم «الذهب الأسود» عن عودة ابن الملك عمار الذي يعيش عند نصيب ملك لمملكة مجاورة كضمانة سلام بين المملكتين، وعندما يشتدّ عود الأمير، يعلن أبوه الحرب على مملكة نصيب، ومدار الفيلم هو الصراع بين المملكتين على النفط وتدور وقائعه في الجزيرة العربية في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهذا الشريط مقتبس من رواية الكاتب السويسري هانز روش (العطش الأسود). الفيلم بطولة: نجم هوليود الإسباني انطونيو بنديراس في دور «نسيب»، والممثل الأمريكي مارك سترونغ، والممثل الجزائري الشاب طاهر رحيم. ويعبّر الفيلم عن عديد من القضايا الإنسانية وأيضًا على أبعاد سياسية.