شهدت كواليس تصوير الفيلم العالمي "الذهب الأسود" للمخرج الفرنسي جون جاك أنو حادثا أليما تمثل في وفاة اشهر كومبارس وفارس تونسي عرفته منطقة الجنوبالتونسي للبلاد نهاية الأسبوع الماضي. وتوفي السيد يوسف عبد الحفيظ المرزوقي عن عمر يناهز ال 76 عاما، وقد عرف بشجاعته ومحبته لفن الفروسية التي ورثها عن أجداده وعلم أصولها لابناءه وفرسان قريته، كما يعد وجه بارز في اشهر المهرجانات الدولية للفروسية بالجنوب. ووفق تفاصيل الحادثة كما رواها شاهد عيان ل "العربية.نت" فان المرزوقي أصر على تصوير مشهد "فروسية" رغم إلحاح فريق العمل عليه بعدم فعل ذلك الأمر، نظرا لكبر سنه ولحالته الصحية، ولكنه أصر على ركوب الفرس التي لم يمض له على شرائها أكثر من ثلاثة أيام، لتهرب به في غفلة منه وتسقطه أرضا وتلحق به أضرارا جسيمة بحوافرها، مما استوجب نقله على الفور لأحد المستشفيات بالجهة حيث وافته المنية. وخيمت حالة من الحزن على كامل فريق العمل، وأقارب الضحية، نظرا لما يتمتع به من سمعة طيبة، وشهرة فاقت الحدود كأمهر فارس عرفته المنطقة ككل، وقد ووري جثمانه الثرى في موكب خاشع حضره كل فريق العمل. يذكر أن فيلم "الذهب الأسود"من بطولة النجم العالمي انطونيو بانديراس الذي يحل قريبا لاستئناف تصوير مشاهده الخاصة في العمل رفقة الممثلة الهندية فريدة بنتو ومن إخراج الفرنسي جون جاك انو وإنتاج "شركة كوينتا" للمنتج التونسي طارق بن عمار. وتدور أحداث الفيلم خلال فترة الثلاثينات ويرصد تنازع قبيلتين عربيتين على الذهب الأسود بعد اكتشاف آبار البترول لأول مرة في منطقة صحراوية في الخليج العربي. وقد تم وفق بعض المصادر تشييد ديكورات عملاقة بمنطقة مطماطة (450 كلم جنوب العاصمة) أنجزها مائة تقني وحرفي تونسي تقريباً بين الإضاءة والديكور والنجارة والحدادة، إضافة إلى مشاركة أكثر من 60 ممثل و400 كومبارس تونسي، وستتوزع أماكن التصوير بين تونس وليبيا وقطر.