لقد هزَّ قلبي بيانٌ صدرْ فضجَّ الفؤادُ به واعتصرْ بأن أبا خالد قد رحل فرحماك رحماك يا من قَََدِر فإن غاب عنا عزيز كريم فما مات خيرٌ به قد ذُكر لقد كان فينا أبو خالد كغيث مغيث إذا ما انهمر ويعطي عطاءً بلا منّةٍ كريح تهب لتلقي الثمر يصيد القلوب بوجه بشوش ويغرس حبًّا بسهم الثغر فكم من صعابٍ تصدّى لها بعقل الحكيم بعيد النظر وكم من أناسٍ شكت خوفها فكان لها الأمن عند الخطر وكم من قلوب شكت كسرها فهبَّ لكسر بها فانجبر فحُق لعينٍ إذا أغدقت على الخد دمعًا كوقع المطر سيبكيه طفل شكا سقمه ويبكيه كهل كفيف البصر ويبكيه شعب بدا حزنه ويدعو الإله له بالظفر يزيل العناء ويزكي النفوس بأن الممات مصير البشر فسلطان صعب على مثلنا به ان نصاب فيغفو الضجر سيبقى ويبقى بنا ذكره كنقش على الصخر رمزًا حُفِر