** المشهد كأنه يتكرر بكل أدواته وتفاصيله المأساوية !! صباح للخوف والهلع والنار والدخان والموت !! والثمن زهرات من بنات هذا الوطن !! ** في إحدى صباحات شهر ذي القعدة من العام 1422ه حملت طالبات ما يسمى بالمدرسة 31 بمكة المكرمة حقائبهن وبعض دعوات أمهاتهن ومخاوف من مجهول قادم سكن داخل عروقهن وبين دفاترهن !! فجأة يشتعل حريق ويتكون مشهد المأساة الذي أفاقت عليه العاصمة المقدسة وكان كارثة بحجم الوطن !! ** عقب سيجارة يحرق الوجوه والأكباد في ظل توافر مناخات الاحتراق والموت مع التسليم المطلق بقضاء الله وقدره. ممرات وحجر متكدسة بالأوراق والكراتين .. وسائل سلامة غائبة او مغيبة .. أبواب مغلقة، نوافذ مسيجة. لهذا كان عقب سيجارة كفيل بموت 15 زهرة وإصابة العشرات ** ذات المشهد أمس الاول نفيق عليه في ( براعم الوطن ) .. حريق، هلع،خوف وهروب إلى كل زاوية ومنفذ .. الصيحات تتعالى .. الأنفاس تحتبس .. الأجساد تتساقط .. والموت يطل برأسه من كل مكان .. ونحن بشباب شجعان نحاول ان نقتحم الأسوار ونفتح الأبواب وننقذ المحتجزات والضحايا مما لا ذنب لهن إلا جرم إهمالنا نحن .. نحاول ونحاول ولكن !! ** في براعم الوطن مشهد الرعب يتكرر بكل تفاصيله في فاجعة ال 31 ولن اسأل عن مسؤولياتنا تجاه استيعاب مخرجات الأحداث في حياتنا فتلكم قضية أصبحنا نتعاطاها ( بعادية جدا ) .. نركض في قلب الحدث ثم ينتهي كل شيء ! وأدعو الرب إلا نستذكر المشهدين المأساويين على حافة مشهد قادم ! ** ما وددت الوصول إليه هي الروح البطولية للشهيدتين : ريما النهاري تنقذ 20 طالبة قبل أن تفارق الحياة وغدير كتوعة تنقذ طالبات إلى أن تصل حد الاختناق ثم تستودع طفلتها ومن أنقذتهن مديرة المدرسة وتذهب إلى خالقها !! غدير كتوعة كتبت مساء الكارثة رسالة محزنة جدا وأرسلتها إلى أفراد أسرتها وزميلاتها وصديقاتها. وكأنها رسالة مودع يقول نص الرسالة : « اللهم ان نمت على ضيق فأيقظني على فرج وان اصبحت بحزن فأمسيني بفرح وان كنت بحاجة فلا تكلني الى سواك وان تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي احبتي .. ربي احسن خاتمتي واصرف عني ميتة السوء ولا تقبض روحي إلا وانت راض عنها .. ربي اجعل نومي عافية واجعل الملائكة تحميني من كل ناحية واحلامي من الشر صافية .. باسمك ربي وضعت جنبي وبك ارفعه «. وعلى هذا لن ازيد ففي مفردات الرسالة كل المعاني التى تفوق كل قول، انها لغة الروح حين تشعر بايحاء القدوم على الخالق رحم الله ريم وغدير.