انتشرت في الفترة الأخيرة كتابات ومعالجات من كتاب وإعلاميين حول توظيف السعوديين مساهمة منهم – إن افترضنا حسن النية – في حل مشكلة البطالة. ولكن المثير حقاً أن هؤلاء وصلوا في طرحهم إلى البحث في توظيف السعوديات خادمات في المنازل، وتوظيف السعوديين عمال نظافة «زبّالين»، وكأن جميع وظائف الدولة والقطاع الخاص قد تم تسكين الناس عليها ولم تبق إلا هاتان. هذا الطرح فيه إهانة كبيرة للناس ليس لأن تلك المهن غير شريفة، ولكن لأن التفكير في توظيف العاطلين عليها هو من باب الجهل الاقتصادي والافتقار إلى حسن الأدب والتهذيب مع الناس. نقول ذلك لأن تلك الوظائف والمهن تفتقر إلى أهم ما يبحث عنه طالب الوظيفة ألا وهو «العائد المالي المجزي». فإن كان ما يتقاضاه جامع القمامة عندنا هو (250) ريالاً شهرياً كما هو معروف لدى شركات النظافة وليس مئة ضعف ذلك كما قيل في كندا، وإن وصل إلى أربعمئة ريال فهو راتب استثنائي؛ فكيف من الناحية العملية يقبله سعودي في شهر كامل وهو أقل مما يدفعه في جولة واحدة في بقالة؟ وكذلك السعودية لو تقاضت ستمئة إلى ألف ريال شهرياً. فهل همّنا أن نجعلهم إحصائية ناجحة في محاربة البطالة أم همنا أن نهييّء لهم حياة شريفة؟ لو أردنا مساعدة الباحث والباحثة عن العمل حقاً لمكنّاهما من الوظائف التي تمنحهما– على الأقل – الأجر الأدني، مع الاستقرار الوظيفي في عمل يتناسب مع تأهيلهما العلمي والمهاري. ولو أحسنّا لأوضحنا لهما مسارهما الوظيفي، لا كما ينظّرون ببحث توظيفهما في مهن لا تمنحهما أقل متطلبات الحياة ولا أدنى مقومات الطموح. Twitter @mamasha