قال الضَمِير المُتَكَلّم: حسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية يوم الخميس الماضي؛ إن التقرير السنوي الحادي عشر الذي تعده مجموعة بوسطن الاستشارية حول الثروة العالمية قد أظهر أن العائلات الفائقة الثروة التي تمتلك أكثر من (100 مليون دولار) من الأصول المدارة، تتركز في المملكة العربية السعودية حيث جاءت في المرتبة الأولى بنسبة (18 أسرة) فائقة الثراء من أصل كل (100 ألف أسرة)، تليها سويسرا (10 أسرة من أصل كل 100 ألف أسرة)، ثم هونج كونج (9 أسَر) ثم الكويت (8 أُسَر) ، فالنمسا (8 أُسَر) ، فالنرويج (7 أُسَر) وقطر (6 أُسَر) والدنمرك (5 أُسَر) وسنغافورة (5 أُسَر) والإمارات العربية المتحدة (5 أُسَر)!! فهل يحق لنا أن نُقِيم الأفراح والليالي الملاح بهذه المرتبة العالمية، وهذا الإنجاز الفريد؛ كما نفعل في دخول (موسوعة جينيس للأرقام القياسية) من خلال أكبر (صَحَن كَبْسَة، أو طبق رُبْيَان)؟!! وهل هذا مؤشر على ارتفاع دَخْل عموم الأُسَر السعودية؟! والواقع هنا يجيب: هناك العديد من الدول الغنية، التي يتمتع مواطنوها بدخول عالية كالسويد والنرويج؛ ومع ذلك لم تتصدر القائمة؛ لأن فيها نموا حقيقيا.!! وهنا إذا كان أكثر من (60%) من السعوديين لا يمتلكون سكناً خاصاً، و(80%) منهم مدينون ومقترضون من البنوك، وهناك أكثر من (500 ألف) عاطل عن العمل؛ فإن هذا التقرير جرس إنذار لأمر خطير وحزين، ولصورة بدأت تتشكل؛ ألا وهي ارتفاع نسبة الفقراء لدينا..!! فمِن المُسَلّمَات في علمي الاقتصاد والاجتماع أن انفراد عدد محدود من الأسر أو طبقة بعينها بثروة مجتمع (ما)؛ فهو دليل صريح وواضح على خلل كبير في التركيبة السكانية؛ حيث تتلاشى الطبقة المتوسطة؛ لِتَنضم للطبقة الفقيرة؛ فالمجتمع مكوناته (طبقة قليلة غنية رأسمالية، وأخرى فقيرة مطحونة)؛ وهذا له تبعاته الخطيرة على الاستقرار الاقتصادي والوطني!! ثمّ هناك أسئلة مهمة: ما مصادر ثروات (تلك الأُسَر السعودية)؟! وهل تصدّرها اقتصادياً مع (الأزمة المالية العالمية، وما يعانيه المجتمع الداخلي) له علاقة بارتفاع الأسعار في العقار والسلع الأساسية؟! أخيرًا .. لن نتكلم عن المسؤولية الاجتماعية لتلك الأُسَر الثرية (زادها الله من فضله)؛ ولكن بحسبة بسيطة تبلغ ثروة تلك الأسَر الكريمة (تريليونًا و350 مليار ريال)، وبالتالي فحجم الزكاة (33 مليارا و750 مليون ريال) للسنة الواحدة؟! فهل تصل لمستحقيها؟! لو ما تمّ ذلك؛ فلن يكون في بلدنا فقيرٌ واحد!! هَمْسَة: من الحِكم التي يُعلّمها الفقراء لأبنائهم: (الغِنَى غِنَى النّفس).. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. [email protected] فاكس : 048427595 للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc) ، 635031 (Mobily) ، 737221 (Zain)