جريدة «المدينة» تصدر لتراها أعين الناس بكل فرح؛ بجهود النماذج الإعلامية المضيئة التي تعمل بها، والتي أحدثت تناغمًا رائعًا تحريرًا وصياغة، فهذه الجريدة تاريخها الإعلامي والصحافي معروف، فقد أنشأها في المدينةالمنورة علي وعثمان حافظ عام 1356ه، وقد كانت جريدة أسبوعية تطبع في مطبعتها الخاصة، وقد أشْرَفَت على تحريرها هيئة مكونه من: أمين مدني، وضياء الدين رجب، ومحمد زيدان، وعلي حافظ. وفي بادئ الأمر تولى أمين مدني رئاسة التحرير مدة بسيطة وتضاءل حجمها بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقد أحجبت عن الصدور في عام 1939م ولم تعد إلا في 1945م، وستستمر بإذن الله في الصدور دائمًا وأبدًا لتكون حاضرة في كل المحافل. وقد حصلت جريدة «المدينة» مؤخرًا على جائزة أفضل تغطية صحافية وتسلَّم الجائزة المهذب الأستاذ محمد الزهراني خلال حفل وزارة الحج السنوي لتكريم رؤساء وأعضاء البعثات وضيوف وزارة الحج وتوزيع جوائز أفضل الأعمال الصحافية لموسم حج 1431ه، وجاءت كلمات محمد الزهراني مثمنًا الدور الإيجابي لمسابقة وزارة الحج لأفضل الأعمال الصحافية ثرية في مجملها إذ قال: من دواعي فخرنا في جريدة «المدينة» الفوز بجائزة أفضل تغطية صحافية في حج العام الفائت لأنها تعني التأكيد على فعالية دورنا في تقديم طروحات متميزة، وقد ظلت «المدينة» حاضرة بقوة ضمن الفائزين بهذه الجائزة منذ انطلاقها.. انتهى. فهذا الفوز الثالث يعتبر تتويجًا لهذه المسيرة الصحافية في ظل السياق والمشهد الحضاري والفكري والثقافي لهذا الوطن، وأعجبني ما صرح به الأستاذ العزيز أسامة الحازمي عضو مجلس إدارة مؤسسة المدينة حيث قال: هذا الفوز ليس بمستغرب من صحيفة تحمل اسم مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وشعارها القبة الخضراء وهذا النهج القويم. انتهى. إن «المدينة» أخرجت طرحًا متميزًا ورؤية عميقة وصادقة وملتزمة، فنحن نعرف أن الإيمان بقضية ما لابد أن ترتبط بمن يؤمن بها ويترجمها على أرض الواقع، وهكذا كانت «المدينة»، وقد قلت عندما لبست الجريدة ثوبها الجديد مطرزًا بعبق الفرح: إن «المدينة» هي الكتابة بمكاشفة ووضوح ونقد بناء وتقبل الآخر؛ حتى تسود عناصر السلام وتتدفق مصطلحات الديمقراطية وحرية التعبير وحق النضوج الفكري. حقيقة إن وزارة الحج لها الشكر والتقدير على تنظيم هذه الجائزة تقديرًا للجهود الإعلامية. وقد انطلقت جائزة وزارة الحج عام 1423ه، لتكريم وتقدير أفضل الأعمال الصحافية التي تُقدم عن موسم الحج، حيث بدأت وزارة الحج من هذا التاريخ تكريم الصحافة ممثلة في محرريها ومصوريها بجائزة تقدّر الوزارة ما قدمه الإعلاميون من عمل مميز. وجريًا على العادة السنوية يتسلم الصحافيون والمصورون الجوائز من وزير الحج في أعقاب الاحتفاء برؤساء بعثات الحج، وتأتي أهمية الجائزة في إطار بلورة مفاهيم إعلامية وثقافية وإنسانية تتميّز بها بيئة الحج بصفته تجمعًا إسلاميًا، وما تمثله هذه الشعيرة من مادة متميزة للوسائل الإعلامية المختلفة التي تجد في هذه الشعيرة تعبيرًا حقيقيًا عن وحدة الأمة؛ لذا فقد حرصت وزارة الحج حرصًا كبيرًا على تشجيع الصحف والصحافيين لإبراز بعض القيم الإنسانية الإسلامية كالتكاتف والتسامح والوسطية التي تجد مكانًا كبيرًا في منظومة الحج القيمية. التهنئة لرئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير ولجميع النماذج الإعلامية بهذا المنبر الإعلامي.