يلاحظ على بعض المراهقين سيما من الفتيات تعلق كبير وإعجاب وقد يصل إلى مرحلة الهوس ببعض الشخصيات الشهيرة في عالم الفن والرياضة، مما قد يجعل هذه المراهقة أو تلك مشدودة العقل والفكر والوجدان بهذه الشخصية وقد تراها قدوة ومثالًا وتقلدها في كل شيء حتى في الهيئة والشكل فتصبح هذه الفتاة مع مرور الوقت أسيرة لهذه الشخصية ومتعصبة لها وتحمل لها كل الانتماء والاهتمام ومن هذه المشاهدات تعليق صور هذه الشخصيات في غرفهن والاحتفاظ بها بين الكتب أو في خزانات الملابس وفي ذاكرة الهاتف والمحمول، أضيف إلى ذلك متابعة أخبار هذه الشخصيات البراقة عبر جميع وسائل الاتصال الحديثة (ليل نهار) وكأنهم لا هم لهم في هذه الحياة سوى اللهث وراء هؤلاء المشاهير، وحقيقة لم يأت ذلك من فراغ، بل هنالك دوافع وأسباب جوهرية جديرة بالاهتمام والاحتواء، فالمراهق والمراهقة بشكل عام يمر بمرحلة خطيرة من حياته فتكون مشاعره وعواطفه في هذه المرحلة بالتحديد مختلطة وجياشة بسبب تغير الهرمونات وانتقاله تدريجيًا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وقد يكون لديه فراغ عاطفي يعاني منه في المحيط الأسري والبيئة التي يعيش فيها، فبالتالي يجد في هذا الحب والتعلق والإعجاب بهذه الشخصية ملئًا لهذا الجانب الفارغ، من الأسباب كثرة الزخم الفضائي ووسائل الإعلام والاتصال والتي تركز على هؤلاء المشاهير، الإعجاب والهوس لم يعد مقتصرًا فقط على هذه الشخصيات اللامعة بل وصل إلى أسوار المدارس والجامعات وبعض التجمعات النسائية المنتشرة والأهم من كل هذه الأسباب غياب الأبوين والخلل في التربية فلو كانت تربية إسلامية على أسس وضوابط صحيحة لتغيرت الاهتمامات والميول. ريماس محمد - المنطقة الجنوبية