قال الضَمِير المُتَكَلّم: أحد عشر إنسانًا يقابلهم مثلهم يتراكلون داخل مستطيل أخضر لَسْتَكًا منفوخًا بالهواء، والهدف إدخال ذلك اللّسْتَك المنفوخ بين عمودين وعارضة!! هذه كرة القدم بكل بساطة، التي جاءت إلينا؛ وكانت في بدايتها هواية، ثم تحوّلت في ثقافة اليوم إلى احتراف يقبض الممارسون لها مقدمات عقود، ورواتب عالية من أنديتهم؛ لا ينالها حتى كِبَار كِبَار الموظفين!! أمّا إذا كانوا ضمن قائمة ما يُسمّى بالمنتخب الوطني، فإضافة إلى ما يقبضونه من الأندية، وشرهات الطبقة المخملية؛ فلهم أيضًا مكافآت خاصة من أجل أن يحققوا الفوز. (ونقول: مَاشِي، وهذه لغة العصر، وإذا لم يطِعْكَ الزمان فأَطِعْه، والله يزيدهم من فضله)!! ولكن عندما يتحقق المراد، ويأتي الفوز من هذا الباب أو ذاك تظهر العبارة الخالدة (المكافأة مضاعفة مرتين أو ثلاث مرات؛ تلك العبارة قد تخرج من فَم المسؤول طواعية، أو بعد ترديد اللاعبين: ل "دَبّلها، دَبّلْها")!! وهنا ويوم الجمعة الماضية، تدخلت (نفسي الأمّارة بالسوء) لِتَتَساءل بغبائها المعهود: لأولئك اللاعبين في المنتخب مكافآت معلومة مسبقًا؛ فلماذا هذه اللغة المادية، والعبارات الاستجدائية التّسوّلية؟! ألا يلعب هؤلاء باسم الوطن، ومن أجله؟! فلماذا زرع ثقافة المادة مقابل واجب العطاء للوطن؟! أمر آخر طرحته تلك النفس -عليها من الله ما تستحق- حيث أشارت إلى أن توزيع المكافآت الكبيرة هكذا من أجل (لَسْتَك منفوخ)، ربما يستفز مواطنًا مسكينًا تقاعده (1500 ريال)، أو موظف غلبان راتبه لا يتجاوز (3000 ريال)، ولن يزيد ما يقبضانه "هَلَلَة" واحدة.!! أيضًا ربما زادت تلك الممارسة من احتقان شاب عاطل لا يملك "هَلَلة واحدة"، مع أنه يتأبط شهادته الجامعية!! استفهامات أخرى تلفظت بها نفسي الأمّارة بالسوء عن مصدر تلك المكافآت، وضوابط صرفها! ثم لو أن موظفًا أجاد في عمله؛ فهل سيقول له المدير: (راتبك لهذا الشهر تضاعف ثلاث مرات)؟! ولو أن طالبًا جامعيًّا تفوّق في دراسته؛ فهل سيبشره عميد الكلية بمضاعفة مكافأته الشهرية التي لا تتجاوز (1000 ريال)! وفي هذه اللحظات تدخلت (نفسي المطمئنة) قائلة: بأن (لَو) تفتح عَمل الشيطان، والمهم العقيدة!! ثمّ لِتعتذر بأن تلك (النفس الخبيثة) مرفوع عنها القلَم، فلا تلوموها حتى لو نصحت كل موظف أن يصرخ في وجه مديره كلّ صباح (دَبّلْهَا، دَبّلْهَا)!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.