صفحة مهمة من تاريخ هذه التصفيات طويناها بتوفيق الله، ثم بعزيمة الرجال، ولا أكاد أشك أن في قدرة منتخبنا في تجاوز العماني إن شاء الله الثلاثاء المقبل، غير أني أهمس علانية وأتساءل أين جماهير الأخضر؟ فلم تكن الدرة ممتلئة عن بكرة أبيها كما هو المتوقع، ولكني أثق أن موقعة عُمان ستشهد امتلاء كامل للملعب.. والحديث عن لقاء تايلاند لم يعد شجيًّا، فقد حدث المتوقع، وتمنيت لو أن هدف هزازي جاء مبكرًا ربما انتفخت أوداج الألماني شايفر بالأهداف السعودية، وما يستحق الحديث أمران لا ثالث لهما، أولهما هذه الخلطة (الروح العالية التي لعب المنتخب نتاج اللُّحمة القوية بين اللاعبين، وانعدام الذاتية بشكل تام، والتفاعل مع الجمهور). أمّا الأمر الآخر، ما حدث في الأوقات الأخيرة، ولنسمِ الأشياء بمسمياتها، نواف العابد بدأ شرارة الانفلات، والأحرى به أن يكون أكثر رباطة، ولولا حسن الطالع، وطيبة الحكم لطرد بعد دخوله بديلاً للشلهوب، فلم يكن المنتخب بحاجة لتلك التصرفات، التي كادت تجر كبار الفريق للدفاع عنه، وهو أمر لا يمكن أن يستساغ عن منتخب يتبع لبلد مثل المملكة العربية السعودية، فقد عودنا العالم أن نكون قمة في الحلم، دون انجرار لأي استفزازات، رغم أن كبار المنتخب من اللاعبين نبهوه غير مرة خلال الأوقات التي لعبها في الشوط الثاني. المعلم والأوسطه! دون شك كان نور ورفاقه عند حسن الظن، غير أن للقائد دوره المميّز، شاء من شاء، وأبى من أراد الخروج عن النص، فقد أبدع وأمتع، مرر ونوّع، ولولا الارتباكات التي حصلت ثلاث مرات في الخط الخلفي لقلنا إن دفاعنا حاز الدرجة الكاملة، وغير ذاك كلٌّ أدّى ما عليه على أكمل وجه، وكان وليد عند حسن الظن في الاختبار الوحيد الذي صادفه في اللقاء، وظهر بتركيز عالٍ، وهمةٍ كبيرةٍ، وحماسةٍ أشعلت الخط الذي يليه، وغير هذا وذاك نريدها كذلك أمام العُماني، ونريد جماهيرنا الغائبة، ونريد تعقلاً في الطرح!