سدد المنتخب العماني كل فواتيره التي كانت بحوزة الفريق العراقي، في ليلة لم يكن أكثر المتشائمين أن يتوقع نتيجتها الرباعية... نجح العمانيون في العودة إلى أجواء البطولة من جديد بعد تعثر غير متوقع أمام الكويتيين... عندها ظن العمانيون أن فريقهم بدأ يستحضر من جديد النتائج المخيبة لآمالهم التي كان يحققها الفريق العماني في دورات خلت وتحديداً في السنوات العشرين الأولى من مشاركة عمان في بطولات الخليج. انتفض العمانيون بقيادة حسن ربيع الذي سجل نفسه حتى الآن عريس دورات الخليج وقدموا عرضاً أخاذاً ضاع معه أبناء الرافدين ولم يجدوا حلاً في إيقاف الطاحونة العمانية التي سحقت كل الدفاعات العراقية. نجح ربيع في تسجيل نفسه كأول عماني يسجل ثلاثة أهداف، بل إن أحد المتابعين لدورات الخليج جزم أن الفريق العماني لم يسجل في تاريخ مشاركاته الخليجية أربعة أهداف في مباراة واحدة. والإشادة يجب أن تجير كذلك لمدرب الفريق الفرنسي كلود لورا الذي تمنى أن لا يفوز في مباراة الافتتاح لشعوره أن الفوز لن يجلب الكأس للفريق يفوز في المباراة الأولى، لكنه راهن على التألق في المباريات الأخرى ويبدو أنه ناجح حتى الآن في توقعاته ومسعاه، عمل لوروا بجد وأعاد لاعبيه إلى دائرة التنافس وأخرجهم من تبعيات التعادل أمام الكويت بعد أن كانوا مؤهلين للفوز بنتيجة ثقيلة،. العمانيون كافة لا حديث لهم إلا الفوز باللقب وهو حق مشروع لهم بعد أن جاؤوا في المركز الثاني في آخر دورتين، فهل يتحقق مسعى الحوسني وزملائه؟. يستحق الجمهور العماني التهنئة على الفوز خصوصاً أنه جمهور يمتاز بالطيبة والضيافة الحسنة بعيداً عن التكلف والمن بالضيافة. وإذا كنا نشيد ومعنا كثيرون بالعرض العماني، فإن الدهشة تعلو محيا الجميع بظهور حامل اللقب الأسيوي المنتخب العراقي بهذا الظهور الباهت، والذي يطرح الكثير من الأسئلة حول أداء لاعبي العراق الذين حققوا أغلى الألقاب القارية قبل 18شهراً، فالفريق افتقد للروح على رغم أن قائمة اللاعبين بقيت على حالها مع تغيير طفيف لا يكاد يذكر، والمدرب هو نفسه، هو من أشعل قناديل الفرح في الشارع العراقي المكلوم، وهو من بث الحماس في صفوف الفريق... إذا ما الذي تغير وما الذي جعل الفريق العراقي يظهر كالحمل الوديع أمام البحرين ولاحقاً أمام عمان.