كسب أخضرنا لقاءه المهم أمام تايلاند مستوى ونتيجة في مباراة أعادت لنا شيئا من ذكريات الأخضر الجميلة تدفقت معها مشاعر الفرحة والسعادة التي حاولنا إخفاءها كثيرا من أجل مهمة صعبة تنتظرنا أمام الأحمر العماني. مباراة أخرى كانت خارج الملعب لكنها كانت مباراة إنسانية كان نجمها الأول الأمير نواف بن فيصل الذي دخل الملعب وهو يقود أحد أبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة ليوصله إلى مكانه المخصص بالمنصة الجديدة التي خصصت لهذه الفئة الغالية ولم يكتف سموه بذلك بل إنه كان حريصا على تفقد المنصة والتأكد من توفر جميع وسائل الراحة لجميع المعاقين مشددا سموه على وجود القصور مهما بلغت جودة العمل في بادرة جميلة تعكس الشخصية المتواضعة التي يتمتع بها أمير الرياضة والشباب وتستمر نجومية سمو الأمير عندما نزل بنفسه إلى أرضية الميدان بعد المباراة لتهنئة اللاعبين فردا فردا وحاول بشخصيته القيادية أن يسيطر على مشاعر الفرح الجارفة ليجمع اللاعبين ويخاطبهم بلغة القائد الواثق أن المهمة لم تنته بعد وأن اللقاء المقبل هو المحك الحقيقي للحكم على أداء الأخضر من أجل خطف بطاقة التأهل مشدداً على أن الخصم لن يكون سهلاً ، ليخرج من الملعب وهو يحيي تلك الجماهير التي قادت الأخضر لانتصار مهم على منتخب الفيلة المحاربة. لم تختلف العناصر ولم يختلف الأداء الفني ولم يتغير النهج التكتيكي لكن الذي تغير وصنع الفارق هو عنصر الروح العالية التي أكد سمو الأمير أنها أكثر ما أسعده في هذه المباراة متمنيا أن تستمر حتى يتحقق الهدف المنشود بالتواجد بين الكبار في مسرح الكبار. نعم كسبنا ونعم من حقنا أن نفرح ومن حقنا أن نبتهج بعودة الروح الغائبة التي غيرت شكل المنتخب وأعطته تلك النكهة الخاصة التي عرفناها عنه لكننا يجب أن ننسى ما حدث مساء الجمعة لأن موقعة الثلاثاء تعد الأصعب والأخطر. لن أتحدث عن أمور فنية ولن أطرح أي توصيات تكتيكية ولن أعطي اقتراحات شخصية لكنني سأجدد التمنيات القلبية بأن يكون أخضرنا في الموعد عندها سنكون أكثر سعادة وبهجة وسنطلق العنان لأنفسنا في تفجير الفرحة المكتومة.