نقل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتحيات ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وتمنياتهما لضيوف وزارة الثقافة والإعلام بالقبول وأن يكونوا قد أدّوا نسكهم بسهولة ويسر. واشار معاليه في كلمته مساء أمس في حفل تكريم وزارة الثقافة والإعلام لضيوف الوزارة من الإعلاميين والمثقفين لحج هذا العام 1432ه، إلى ما قدمته جميع أجهزة الدولة مشتركة ومتضامنة معًا بتوجيه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين مما جعل الحج هذا العام يمر بكل سلامة ويسر. وقال الدكتور خوجة: ليس من مظهر تتأكد فيه صورة الأمة الواحدة سوى هذا المظهر العظيم الذي عشتموه واقعًا ورخاء وقد تخليتم عن كل أثر من آثار الفرقة والخلاف.. فالنداء واحد.. والزيّ واحد.. والقلوب تلهج بالدعاء إلى الله أن يقبل حج من قصد بيته الحرام، وغادر وخلفه الأهل والولد والوطن وقطع المسافات الطويلة ليجدّد العهد بالله ويؤكد عقيدة التوحيد الحنيفية السمحة التي استودع من ذريته في هذه الأماكن الطاهرة ليأتي خاتم الأنبياء سيدنا محمد بالرسالة والخاتمة يدعو إلى توحيد الله. وزاد معالي وزير الثقافة والإعلام: لقد شرّفني الله تعالى بالحج معكم إلى البيت العتيق.. كنت أتأمل ذلك النسيج البشري المبارك.. وفي لحظة نورانية مشرقة استعادوا جانبًا من جوانب الحج.. تذكرت قوافل الحجيج إلى البيت العتيق.. كم عالمًا وكم أديب حجّ والتقى في هذه الأرض الطيّبة بأخوة له من العلماء والمؤلفين والأدباء.. فكانت بيئة الحج مؤتمرًا ثقافيًا إسلاميًا عالميًا.. ويا لها من أزمنة عظيمة تلك الأزمنة التي أنصرف فيها كوكبة مباركة من سلف هذه الأمة للبحث والتأليف والإجازة.. وما أمتع تلك الرحلات التي احتفل بها تاريخنا الثقافي وعرفنا من خلالها جوانب ضخمة من تاريخ الثقافة والفكر.. ورأينا كيف التقى عالم مغربي بعالم مشرقي.. وكيف أجاز عالِم عالمنا.. فكان الحج جامعة كبرى للعلوم العربية والإسلامية.. فكانت ثقافة الحج أشبه شيء بالشبكة العنكبوتية قبل زمن الإعلام والاتصال. وتساءل الدكتور خوجة: ما الذي اختلف في حاضر الثقافة في الحج..؟ وقال: اختلفت الوسائل الثقافية من مطبعة ووسائل إعلام وثروة ضخمة في تقنية المعلومات والاتصال وتقّلصت رحلة الحج من أشهر طويلة إلى أيام معدودة.. وقد يلتقي المثقفون في مناسبات لا تشبه ما كان عليه أسلافهم.. وقد لا تواتي الفرصة أديبًا أو مؤلفًا كي يكتب كتابًا إلى جوار البيت العتيق.. كل ذلك اختلف.. وكل ذلك تغيّر.. لكن الذي ظل ثابتًا لم يتغيّر ولم يتبدّل هو ما تكنه القلوب وما تلهج به الألسنة.. هو الشوق إلى هذه الأمكنة الطاهرة المباركة والحرص على أداء هذه الشعيرة المعظمة والفوز برضا الله تعالى وتجديد العهد بالله في نفس الأمكنة التي أدخرها الباري تعالى للحنيفية السمحة وعقيدة التوحيد والدين والخاتمة. وختم الدكتور عبدالعزيز خوجة كلمته قائلاً: ما أكثر الدروس التي نتعلمها نحن الإعلاميين والمثقفين من الحج.. وما أعظم المآثر التي نخرج بها من هذا الاجتماع الإسلامي المبارك.. ويستطيع أرباب القلم من المفكرين والمثقفين أن يتأملوا الدروس والعبر من هذه الشعيرة المباركة ومن هذا الاجتماع الإسلامي المهيب.. وقد أكرمنا الله بأن جعلنا ضيوف أمانة الكلمة وشرفا للرسالة الإعلامية جلالها ودورها.. فالإعلام ليس له من رسالة سوى أن يكون بانيًا يبني الأفراد والأمم ويضع معالم لأمة عظيمة متمسكة بثوابتها تؤمن بالحوار وتدعو للسلام.. وما أحوجنا ونحن نشهد ما يلم بأمتنا أن نستشعر أمانة الكلمة ولنتقِ الله في ما استؤمنا عليه من واجب تبصير شعوبنا وأوطاننا إلى سبل الخير والنجاح.. ورب كلمة أشعلت فتنة ورب كلمة اطفأتها.. فليكن إعلامنا بانيًا.. وليكن إعلامنا منتميًا إلى شجرة الأخلاق الإسلامية الفاضلة.. وفي ختام كلمتي أتقدم بالشكر والعرفان لجميع زملائي في وزارة الثقافة والإعلام وفي جميع القطاعات المشاركة في حج هذا العام، مثمّنًا ما قدموه من جهد كبير في خدمة ضيوف الوزارة حجاج بيت الله الحرام سواء في الإعلام الخارجي أو الداخلي والشؤون الإدارية والإذاعة والتلفزيون وفي وكالة الأبناء السعودية وراجيًا من الله تعالى لهم التوفيق. حضور الحفل وكلمات الوفود حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية ، والدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام، ومجموعة من منسوبي وزارة الثقافة والإعلام، ورجال الإعلام، ومسؤولين وشخصيات. وقد أُلقيت في الحفل عدة كلمات، حيث ألقى كلمة الوفود عن القارة الآسيوية السيد حامد مير، ثم ألقى كلمة الوفود عن القارة الإفريقية الدكتور سليمان بوب، وبعده كلمة الوفود العربية وألقاها السيد عمادالدين حسين، ثم كلمة الوفود عن قارة أوروباالقاها السيد فرانك جوزيف، وقد أشادوا جميعهم في كلماتهم بجهود حكومة المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسخير كافة الإمكانات لتوفير كل ما يحتاجه الحجاج، وقدموا شكرهم وتقديرهم إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، داعين المولى الكريم أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها. بعد ذلك قدم الدكتور أحمد يلماز برقية الشكر والعرفان مرفوعة باسم ضيوف وزارة الثقافة والإعلام إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.