بعد طواف الإفاضة والوداع، يبدأ الحجاج العائدون إلى بلدانهم في التوجه إلى مدينة جدة، التي تزدهر أسواقها ومحلاتها حاليًّا بعدد هائل من البضائع المختلفة للشراء واختيار هدايا الاهل والاصدقاء. زيارة الحجاج إلى اسواق جدة من اجل التسوق، واقتناء الهدايا والتي أكثرها يعبّر عن صور للمشاعر المقدسة في «مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة»، وبعض المسابح، وسجاجيد الصلاة، وبعض عطور المسك الذي تتميّز به اسواق المملكة، وأصبح البعض يعتبرها من العادات الضرورية بعد انتهاء موسم الحج. ولا يقتصر الأمر على الزيارات السياحية، بل يأتون للتسوّق، وتبادل المبيعات التي تعتبر في مقدمة أجندة الحجاج، بل ومن أهم معالم خارطة السياحة الخاصة بالحجاج، زيارة الأماكن والتسوّق بكثرة في بلد جدة، ومع الأجواء العطرة والإيمانية يأخذ الحجيج الهدايا القيّمة، التي تعكس ثقافة المملكة العربية السعودية، الثقافة الدينية والتجارية، والتي تناسب مختلف الأعمار، و تتميز بالجودة العالية، وروحانية المكان. هيثم حوت» من سورية» بعدما انتهى من حج بيت الله الحرام ألزم نفسه أن يذهب إلى حي البلد التجاري بجدة، والذي سمع عنه الشيء الكثير من تطور وازدهار بل صنف انه من امتع الاسواق الشعبية على المستوى الدولي. والبلد تتوافر به الاجواء المريحة عن بقية مناطق المملكة، وأنه تعلّم من طبيعة العاملين والمتسوّقين ثقافة مميّزة تخطف الألباب، ويحرص هيثم على شراء السجاد، وصور بيت الله الحرام والحرم المدني، وبعض الكتب الغنية بالطابع الديني، وبعض الألعاب المتميزة لأطفاله. وفي جولة المدينة التي رصدت امس حركة كثيفة من الزوار إلى اسواق جدة في حي البلد التقت ب(ليزا) أمريكية الجنسية مسلمة، قادمة من الحج، وهالها الموقع التجاري، وما يضم من بضائع، تقول: إنها لم تر في حياتها،مثل هذا السوق الذي يتميز بالبساطة والتلقائية في التعامل مع المتسوقين، بالاضافة إلى ان البضائع تتميز بالجودة العالية، وتحرص ليزا على أن تشتري العباءات الإسلامية، والذهب، وصورًا لتزين بها جدران منزلها عند العودة إلى ولاية كاليفورنيا عن الحرم المكي، والحرم المدني. أمّا ظافر سعيد من منطقة نجران فأكد أنه بعدما انتهى من الحج حرص على أن يأتي إلى اسواق البلد، ويتبضع منه بعض الصور لمكةالمكرمة، وجدة، والمدينةالمنورة والتي يميّزها أنها تكون أثرية -قديمة- وبعض الألعاب للأطفال والهدايا. وتعيش معظم اسواق مدينة جدة ولا سيما الشعبية منها حالة من الحراك الاقتصادي، والتجاري، إذ ان هناك المزيد من الحجاج أجلوا زيارة اسواق جدة لحين العودة من المدينةالمنورة، والبعض الاخر فضل التوجه إلى الاسواق قبيل المغادرة لشراء الهدايا لذويهم.